للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبدنك مع أبدان المذنبين , وأقبل على تعلم الإخلاص , فوالله ان علمه خير العلم , وفقهه الفقه كل الفقه.

يا اخوتاه , الإخلاص مسك القلب , وماء حياته ومدار فلاحه كله عليه , نعم: بضاعة الاخرة لا يرتفع فيها الا مخلص صادق.

ولا نجاة ولا فقه الا مع سير السلف الصالحين , فقد كان الشيوخ في قديم الزمان أصحاب قدم.

والطلاب أصحاب ألم , فذهب القدم والألم , اليوم غصة ولا قصة , وان التربية بالقدوة خير وسائل التربية , والحكايات عن سلفنا جند من جنود الله - تعالى - يثبت الله بها قلوب أوليائه ".

قال الامام أبو حنيفة: الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلى من كثير من الفقه , لأنها آداب القوم واخلاقهم , قال الله - تعالى - " لقد كان في قصصهم عبرة لاولى الالباب " (يوسف: ١١١) , وقال - تعالى - لنبيه " اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " (الانعام: ٩٠).

وانطلاقا من هذا الكلام الطيب , فان الحديث عن الإخلاص والمخلصين , وهاك طرفا منه:

الصلاة:

قال أبو تميم بن مالك: كان منصور بن المعتمر اذا صلى الغداة , أظهر النشاط لأصحابه , فيحدثهم ويكثر اليهم , ولعله انما بات قائما على أطرافه كل ذلك يخفى عليهم العمل.

<<  <   >  >>