للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[لا يتوقف أمر الدين على المعجزات]

في يوم من الأيام جاءنى شاب، وشعرت وكأن عاطفته سوف تفيض من صدره، وهو يقول إن المشركين كذابون، وقد طلبوا أن يروا معجزات حتى يؤمنوا، لكن هل المعجزات انتهت؟

إن الله تعالى رب العالمين، ولا يعجزه شيء، وقدراته مطلقة، لماذا لم يشبعهم بالمعجزات؟ كل معجزة يطلبونها يعطيها لهم، على الأقل إبطالًا لحجتهم، وحتى لا يبقى عندهم شيء يقولونه، ثم يقول الشاب: ولكنني على العكس أشعر أن القرآن الكريم يرفض أن يطلعهم على المعجزات، يعني يطلبون شيئًا فيرفض القرآن أن يريهم إياه، يطلبون معجزة أخرى فيرفض الإسلام أن يعطيها لهم، معجزة ثالثة، فأشعر أن الكافرين كما لو كانوا يقيمون الحجة على الإِسلام، وليس الإسلام هو الذي يقيم الحجة عليهم، يقولون: يا رب لقد طلبنا أن نرى معجزة محددة ولم تعطنا إياها .. حتى لو كانوا سيكذّبون، فماذا كنا سنخسر؟

طبعًا هو لا يقول هذا إستدراكاً على الله تعالى، ولا يقول ذلك من

باب محاسبة الله، ولكن هو يريد أن يفهم، وهذا مشروع، فإن الله لا

يُسأل عما يفعل، والله يفعل ما يريد، ويحكم ما يريد .. لكن أنا كمسلم

<<  <   >  >>