إن تعدد الزوجات لا نناقش فيه الله في حكمه أبدًا، ولا يمكن أن يناقش عبد ربه في حكمه إلا كفرًا، وإنما نحن نتدبر الآيات، ونفهمها كما أمرنا ربنا عز وجل، والفارق كبير حيث إن من يتدبر هو إنسان يقدم في الإيمان أولًا والإذعان، ويعلم أن ما يقوله الله حق، وأن القرآن كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه كتاب مطهر مبرأ وأنه الخير للبشر، وأنه كتالوج البشر .. {الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (٤)} [الرحمن] وأن هذا القرآن الكريم إنما هو إنقاذ للبشرية، وأن الذي شرعه هو وحده الذي يعلم، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ}[الملك: ١٤]، من الذي يعلم؟ هل الإنسان أعلم أم الله؟
نحن نوقن بذلك ونسلم به، ثم نتناول الحديث عن تعدد الزوجات؛ لنتدبر، ولنفهم، ولنتعظ .. أما الذين يقولون لله لن نطبق أمرك إلا بعد أن نفهم، فهؤلاء حتى ولو طبقوا كفار، وحتى ولو فهموا كفار؛ لأنهم عبدوا عقولهم لا ربهم، عبدوا اقتناعهم لا ربهم ..