إن من أكثر الخواطر ترددًا على أذهان المسلمين وهم يسمعون آيات القرآن الكريم، والمسلمون -جزاهم الله خيرًا- يقاومون هذا الخاطر، ويحاولون ألا يظهروه، وأن يخفوه وأن يكبتوه في أنفسهم خوفًا من أن يكون هذا الخاطر فيه شيء من عدم الإجلال والاحترام لمقام الله رب العالمين ..
إن هذا الخاطر يسأل عنه كثيرون، وهو أنهم وهم يقرؤون القرآن يمرون كثيرًا بقول الله عز وجل:{يُضِلُّ مَن يشآء ويَهدِى مَن يشَآءُ}[النحل:٩٣]، فالله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، فتطرأ على الذهن شبهة، هذه الشبهة تقول: إذا كانت الهداية والإضلال مرتبطين بمشيئة الله عز وجل، فكيف يحاسبنا الله على أفعالنا؟! نحن نعلم أن الله عدل، ولكن نريد أن نفهم، كيف يحاسبنا وهو يهدي من يشاء، ويضل من يشاء؟
وكما ذكرت أن المسلمين يقاومون، ويحاولون أن يخفوا هذا الخاطر حتى لا يقعوا فيما يناقض إجلال الله - عز وجل - لكن في الحقيقة هذا ليس منهج الإِسلام، منهج الإِسلام هو تجلية الحق، وإظهاره، منهج