تتعلموه لأنه مضر وكفر، ولكن سنعلمكم السحر حتى لا تقولوا إننا نمنعكم من تعلمه، وكي تعلموا أن سليمان لم يكن ساحرًا، فتدركون الفارق بين المعجزة والسحر ..
إننا لو أحضرنا عباقرة العالم فلن يستطيعوا أن يرموا عصا ويحولوها إلى ثعبان، لكن الساحر يستطيع أن يسحر أعين الناس فترى العصا ثعبانًا، لذلك فإن سحرة فرعون أسلموا وآمنوا بموسى على الفور، لماذا؟
لأنهم رأوا شيئًا لا يُتعلم، الثعبان يلقف ما يأفكون، فهذا شيء غريب عليهم وليس من قبيل السحر تمامًا، فلابد أن يكون معجزة .. إن الله تعالى ذكر نبأ سحرة فرعون ليبين الفارق بين المعجزة والسحر. أما المسيخ الدجال فلا يزال السؤال قائمًا ما الذي يجعلني أؤمن بموسى لمعجزاته، وعيسى لمعجزاته، وصالح لمعجزاته، وسليمان لمعجزاته، وداود لمعجزاته، وأكفر بالمسيخ الدجال برغم معجزاته؟!
إن مشكلة العقل المسلم أنه لا يربط بين الجزئيات، الفهم والفكرة عنده عبارة عن جزر منفصلة، فمثلًا يجب إدراك العلاقة بين الكرم والإسراف، أو بين العفو والانتصار للنفس، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (٣٩)} [الشورى].