هذا الأمر، فهما مرحلتان وليسا مرحلة واحدة، فإن الله - سبحانه وتعالى- وهو يقدّر القدر قضى- سبحانه وتعالى- على هذا القدر بأن يكون له ما يرده، يُنزل الله القدر فيرجع القدر ويتوقف، هل توقف رغمًا عن الله؟ كلا وحاشا لله .. إنما هو توقف بإرادة الله للقدر، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يرد القدر إلا الدعاء"(رواه الترمذي)، ليحيي قلب المؤمن باللجوء إلى الله، وبالدعاء إلى الله، حيث لا يرد القدر إلا الدعاء.
فإذا نزل القدر بمرض مثلًا ثم قلت: اللهم اشفني، فشفاك الله عز وجل فقد أراد الله تعالى لهذا القدر أن يتوقف عند هذا الحد، ويأتي قائل ويقول: ولكن الله كان يعلم أن المرض سوف يستمر يومين ثم أدعو فيستجاب لي، فهو أمر مكتوب من البداية ..
هناك فارق بين العلم وبين الجبر .. يعني أن يعلم الله -سبحانه وتعالى- أن فلانًا سيمرض ثم يشفى، غير أن يكتب عليه أن يمرض أبد الدهر، هذا شيء وهذا شيء ..
فمثلاً، لو أن مدرسًا في مدرسة قال لتلميذ: والله يا بني لن تنجح هذه السنة ولن تفلح .. ثم رسب هذا التلميذ، فليس معنى هذا أن المدرس هو الذي جعله يرسب، وإنما هو عرف من مستواه، وربما يجتهد هذا التلميذ يومين أو ثلاثة قبل الامتحان بعد أن تنتهي الدراسة ويذاكر وينجح ..