هذه نقطة هامة جدًا، فالناس يتصورون أن الله له فعل إضلال، وإنما يقول الله تعالى:{وَيَذَرُهُمْ في طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}[الأعراف:١٨٦] .. {فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا في طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١١)} [يونس] .. إذن الإضلال أن يُتركوا فيما اختاروه، بل لا يكتب الله تعالى عليهم الضلال بمعنى أن يجبرهم عليه وإلا فأين ذلك من قول الله سبحانه وتعالى:{فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}[الكهف:٢٩]، فتقول له يا رب كيف أشاء أنا إن كنت تجبرني، فيقول لا، الضلال هنا هو مجرد أنك تُترك، ولذلك يقول الله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (٣)} [الإنسان:٣].
إذن مسألة الإيمان والكفر ليست مسألة مطلقة بدون قواعد، وإنما هي مسألة تتم طبقًا لقواعد محددة سلفًا.