فعلم الله أنه سيكون منكم مرضى وآخرون يجاهدون فلن يستطيعوا أن يجاهدوا في سبيل الله والمريض لن يستطيع، لذلك وضع الله عنهم قيام الليل ..
إن هذه الآيات بعضها كان قويًا ثم خُفف، وبعضها كان خفيفًا ثم اشتد، تحريم الخمر بدأ خفيفًا في التعامل معه ثم اشتدت الحرمة حتى قطعت العلاقة بين المسلم والخمر، والربا، وهكذا، وإنما في قيام الليل كان الحكم الأصلي شديدًا، قيام طويل، ثم خُفف، وفي الجهاد في سبيل الله كان شديدًا ثم خفف، إذن المعيار في {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}[البقرة:١٠٦] وفي {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ}[النحل: ١٠١] أنه سبحانه يقول: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٤)} [الملك]، وهذا الكلام يتعلق بالأحكام الشرعية المتصلة بالبشر.