للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لذلك أرى أن شعائر الحج فيها معنيان: معنى المعايشة بالبدن، يعني مثلًا في المزدلفة، ما قبل المزدلفة أرض الحل، وما بعد المزدلفة أرض الحرم، فأنا حين أدخل إلى أرض الحرم يوقفني الله، ويقول لي: بت هنا هذه الليلة، بت في العراء، المبيت بالمزدلفة، لماذا يارب؟ لتشعر بأنك داخل إلى أرض مقدسة، وهي محرمة قد حرمها الله، وجعل اقتلاع الزرع منها محرمًا كما حرّم فيها الصيد، يريد الله سبحانه أن تحس وتشعر فسماها المشعر الحرام، المشعر، الذي يأتيك بالشعور .. فهل سأشعر بكل ذلك في ٥ دقائق؟ والجواب: لا .. لا بد من المبيت، طوال الليل والصبح أذكر الله، يقول الله تعالى: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [البقرة: ٢٠٠]، لبيلك اللهم لبيك .. لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، أنا عبدك وأنت ربي، نعمك عليّ كثيرة يارب، يارب .. فإذا ما تحملتَ كل ذلك أحسست بالشوق إلى الله، وحينها تدخل الحرم بشعور يختلف ..

إذن المسألة ليست مسألة حجارة ولا أماكن ولا أشياء، وإنما شعور القلب بالرحمة وبالإقبال على الله.

اللهم أذقنا حلاوة الإيمان، وأشعرنا به يا أرحم الراحمين .. اللهم آمين.

<<  <   >  >>