كتاب الإيمان حقيقته، خوارمه، نواقضه عند أهل السنة والجماعة

أقوال أئمة أهل السنة والجماعة في مسمى الإيمان - ص: 80

بعضهم بالعقل أيضاً، وذلك أنه لو لم تتفاوت حقيقة الإيمان لكان إيمان آحاد الأمة بل المنهمكين في الفسق والمعاصي مساوياً لإيمان الأنبياء والملائكة - عليهم الصلاة والسلام - واللازم باطل؛ فكذا الملزوم (١) .

وقال العلامة السفاريني رحمه الله (ت ١١٨٨هـ) :

(الذي اعتمده أئمة الأثر وعلماء السلف: أن الإيمان: تصديق بالجنان وإقرار باللسان، وعمل بالأركان؛ يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان, وإلا فمجرد تصديق القلب من غير إقرار باللسان لا يحصل به الإيمان؛ فإن إبليس لا يسمى مؤمنا بالله، وإن كان مصدقاً بوجوده وربوبيته) (٢) .

وقال العلامة صديق حسن القنوجي رحمه الله (ت ١٣٠٧هـ) :

(إن الإيمان الشرعي المطلوب لا يكون؛ إلا اعتقاداً وقولاً وعملاً؛ هكذا ذهب إليه أكثر الأئمة بل قد حكاه الشافعي وأحمد وأبو عبيد، وغير واحد إجماعاً أن الإيمان قول وعمل) (٣) .

---

(١) (روح المعاني) الآلوسي: ٥/١٦٥.
(٢) (شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد) السفاريني: ٢/٢١.
(٣) (بغية الرائد في شرح العقائد) القنوجي: ص ٤٤. الطبعة الهندية.