للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل؛ حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة؛ كلهم في النار إلا ملة واحدة. قال: من هي يا رسول الله؟ قال:

ما أنا عليه وأصحابي (١) .

وعندما حدثت هذه الفرق في الأمة - كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم - لم يعدم ولن يعدم الخير فيها، إذ ظلت فئة منها متمسكة بالهدى والحق، وهم ظاهرون إلى قيام الساعة، لا يضرهم من خذلهم، أو خالفهم؛ مصداقاً لبشرى النبي صلى الله عليه وسلم فيهم، حيث قال:

(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم؛ حتى يأتي أمر الله، وهم كذلك) (٢) .

ولا شك أن أهل السنة والجماعة المتقنين أثر الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان؛ هم الطائفة المنصورة القائمة على دين الله الحق، وهم الذين عناهم النبي صلى الله عليه وسلم -:


(١) (رواه الترمذي) في (كتاب الإيمان) باب: (افتراق هذه الأمة) وصححه الألباني في (صحيح سنن الترمذي) ج٢، ص ٣٣٤.
(٢) (رواه مسلم) في (كتاب الإمارة) باب: (قوله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين) .

<<  <   >  >>