للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(٨) ... لو كانت الحوادث الماضية غير متناهية لتوقف حدوث الحادث اليومي على انقضاء ما لا نهاية له وما يتوقف على انقضاء ما لا نهاية له استحال وجوده فكان يلزم أن لا يوجد الحادث اليومي فلما وجد علمنا أن الحوادث الماضية متناهية (١) .

والجواب على ذلك ما قاله الرازي في المباحث المشرقية (١/٧٨١) : (٢) .

والجواب: أنه إما أن يعني بالتوقف المذكور أن يكون أمران معدومان في

وقت وشرط وجود أحدهما في المستقبل أن يوجد المعدوم الثاني قبله فإن كان الأمر على هذا فقد وجدنا أمراً معدوماً ومن شرط وجوده أن توجد أمور بغير نهاية في ترتيبها وكلها معدومة فيبتدي في الوجود من وقت ما اعتبر هذا الاشتراط فالذي يكون كذلك كان ممتنع الحدوث في الوجود وأما إن عنى بهذا التوقف أنه لا يوجد هذا الحادث إلا وقد وجد قبله ما لا نهاية له ثم ادعى أن التوقف بهذا المعنى محال فهذا هو نفس المطلوب فإن النزاع ما وقع إلا فيه.

وقال شيخ الإسلام في موافقة صحيح المنقول (٢/٧٩) :

قال الرازي: السادس: لو كانت الأدوار الماضية غير متناهية كان وجود اليوم موقوفاً على انقضاء ما لا نهاية له، والموقوف على المحال محال.

قال الأرموي: ولقائل أن يقول: انقضاء ما لا نهاية له محال، وأما انقضاء ما لا بداية له ففيه نزاع.


(١) ... المباحث المشرقيه (١/٧٨٠) ، والأربعين للرازي ص٣٤.
(٢) ... وانظر المطالب (٤/٢٧٥) .

<<  <   >  >>