للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيضه الله لهذه الأمة والناس في هذه الأصول ثلاث طرق: -

الأولى: المتكلمون الذين سلموا ببعض أصول الفلسفة، وأصلوا ذلك الأصل الأفسد في حدوث العالم، وأهملوا ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى أنهم في مؤلفاتهم عن الأقوال والفرق لا يكادون يذكرون ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصلاً.

وعلى أيديهم حدثت الفتن الجسام كفتنة القول بخلق القرآن وفتنة القول بوجوب التأويل وغيرها.

وبقيتهم في المتأخرين الكوثري (١) وتلامذته.

والطائفة الثانية: الفلاسفة المثبتون لقدم العالم وعمدتهم هو نقض ما قرره أولئك إذ شغبوا على أهل الكلام قائلين: كيف تحول الأمر من الامتناع الذاتي إلى الإمكان أو الوجوب الذاتي؟ وكيف ترجح الفعل بلا مرجح؟ وغير ذلك من اللوازم فليس لهم على الحقيقة حجة إلا فساد قول أولئك!! .

والطائفة الثالثة: المنتسبون للسنة والحديث بلا خبرة في العقليات فكانوا فتنة للطائفتين السابقتين وغرضاً لسهام الفريقين، ومن تفريطهم دخلتا وعلى


= وهم من الكثرة بما لا يخفى - يعلمون أن هذه المسألة من أعظم ما أفاض الشيخ في تقريره وتحريره تبعاً لأهميتها في كتب الكلام، ولا يجازف بالكلام فيها إلا من لم يتصور أهميتها ولم يقرأ أو لم يفقه ما قاله الشيخ فيها.
(١) الكوثري ضمن شتمائمه لشيخ الإسلام اعترف بأزمة المتكلمين في هذا فقال: " إن حلول الحوادث في ذات الله محال عند المتكلمين والفلاسفة في آن واحد بل بحلول الحوادث في العالم استدلوا على حدوث العالم فكيف يستجاز ذلك في مبدع العالم جل جلاله ص٢١ المقدمات الخمس والعشرون بتعليل الكوثري وهكذا أنطقه الله بما يشهد لصحة كلام شيخ الإسلام ولم يضر الشيخ ما أورد من تهم وشتائم.

<<  <   >  >>