الإشراقية ويسميها متفلسفة المسلمين المشرقية وشيخها " أفلاطون ".
والأخرى: الفلسفة التي تدعي أن وسيلة المعرفة النظر والاستدلال وهؤلاء هم أصحاب المنطق وشيخهم " أرسطو ".
وكلا النوعين ورث عن بقايا النبوات شيئاً من الحق كما ورث عن قدماء المشركين - لا سيما الصابئة - الشرك بالله تعالى وعبادة الكواكب والسحر وتقديس الأضرحة، فلا يكاد يثبت لأي منهما في باب الإعتقاد والتأله ابتكار أو إبداع يهتدي به الضال أو يستيقن به الشاك، وغاية ما أحدثوه في الشكل لا المضمون كما في علم المنطق.
ومن أعظم القضايا التي خاض فيها هؤلاء بل كل الفلاسفة في قديم الدهر وحديثه قضيتان: -
(١) حدوث العالم أو قدمه.
(٢) إثبات النبوة أو عدمه.
وفي القضية الأولى: ذهبت المدرسة الأولى إلى أن العالم محدث بعد أن لم يكن وإن لم تفقه قضية الخلق كما تفقهها الأمم الكتابية. في حين ذهبت الأخرى إلى أن الأفلاك قديمة لا أول لها، ونسجت عن نشأة الوجود خرافة لا نطيل بذكرها (١) ، وظهر هذا الاختلاف في أتباع كلا المدرستين من متفلسفة المسلمين
(١) وهي خرافة الجواهر العقلية المجردة أي العقول أو النفوس أو الأرواح الفلكية، وأن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد. وهذه الطاقة هي أعدى أعداء شيخ الإسلام وكتبه طافحة بالرد عليهم لكن لعدله وعلمه فصل القول فيهم وأقر ما أصابوا فيه لا سيما ما يتعلق بلزاماتهم للمتكلمين ومن هنا قال المفترون إن الشيخ يؤيدهم في هذه المسألة الخطرة، وقام المدافعون بجهل فسلبوا الشيخ ما هو من أجل مناقبه! .