للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"دمشق" حتى وجهوا جهودهم لفتح المدن الساحلية الشامية والجزر الواقعة في الحوض الشرقي للبحر المتوسط:

١- فقد استولى عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في بداية فتوح الشام- على موانئ "غزة" و"عسقلان" و"عكا" "سنة ١٥هـ/ ٦٣٦م".

٢- ثم استولى يزيد بن أبي سفيان "الوالي على الشام -قبل أخيه معاوية- في خلافة عمر بن الخطاب" على "صيدا" و"صور" و"بيروت" و"جبيل" "سنة ١٧هـ/ ٦٣٨م".

٣- واستولى عبادة بن الصامت -بأمر من يزيد بن أبي سفيان- على موانئ السواحل الشامية الشمالية، مثل "اللاذقية" و"جبالة"، و"أنطرسوس".

٤- وعندما تولى معاوية بن أبي سفيان إمارة الشام بدأ النشاط البحري الكبير في شرق البحر المتوسط، وأظهر في فتح المنطقة الساحلية عبقرية فذة، وبذل فيها جهودا ذات "بلاء حسن وأثر جميل" على نحو ما شهد له بذلك قادة المسلمين، فاستولى على "قيسارية" "سنة ١٩هـ/ ٦٤٠م". وهي من أهم المدن الساحلية بالشام، ثم على مدينة "طرابلس" التي كانت ميناء "دمشق" ومفتاح حياتها الاقتصاديةن وتتفوق على سائر مدن الشام في حصونها وبهائها١.

٥- وقد اهتم معاوية بغزو جزر البحر المتوسط المواجهة لساحل الشام ليتخذها مراكز أمامية يوجه منها الغزوات البحرية إلى بلاد البيزنطيين نفسها، فاستولى على "أرواد" و"رودس". ثم قاد أول حملة بحرية إسلامية على جزيرة "قبرص"٢، فتوجه إليها من "عكا" "سنة ٢٨هـ/ ٦٤٥م"، وما كادت السفن الإسلامية ترسو إلى ساحلها حتى أذعن أهلها بالطاعة للمسلمين، وصالحهم معاوية على جزية سنوية، واشترط عليهم أن يلتزموا الحياد في الصراع العربي البيزنطي، وأن يبلغوا المسلمين بسير عدوهم من البيزنطيين. فلما كانت "سنة ٣٢هـ/ ٦٥٢م" أعان أهل


١ راجع: الكامل لابن الأثير "١/ ٤٠٤".
٢ تبعد جزيرة "قبرص" عن الساحل السوري "٩٠كم" وعن الساحل التركي "٦٥كم"، وعن الساحل المصري "٤٠٠كم"، وعن الساحل اليوناني "٩٠٠كم"، ويبلغ أقصى طول لها "٢٣٥كم".

<<  <   >  >>