للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شكري عياد موقفه ليس موقف المعارض المحايد أو الرافض سلفًا، وإنما موقف الذي يحاول أن يختبر السلامة النظرية لما يقدمه منهج البنيوية, وخلاصة ما يراه:

١- إن الحديث عن البنية -أي: البناء- يصاحب كل حركة نقدية, فالكلمة ليست جديدة على النقد الأدبي.

٢- إن الشبه واضح بين النقد الجديد في أمريكا في الأربعينات والخمسينات, والنقد البنيوي الذي انطلق من فرنسا في الستينات، لكن الفرق بينهما أن الاتجاه البنيوي اتجاه عقلاني يهتم بالأفكار قبل اهتمامه بالوقائع الموضوعية، بينما الآخر اتجاه تجريبي وظيفي يعتمد على الملاحظة المباشرة للعلاقات المتبادلة بين أعيان الموجودات.

٣- أساس البنيوية أن موضوع الأدب هو الأدب ذاته، ومن ثَمَّ يتحول الأدب مثلما تتحول عملية القراءة, فيصبح الكل مجموعة من الموضوعات يحاور النص ذاته، وهذا يقودنا إلى خارج البنيوية، ومن ثَمَّ يربطها بوجوه الحداثة الأدبية والفنية من ناحية, وبتغيير النظرة المعرفية والأنطولوجية إلى العالم من ناحية أخرى، فنصل إلى مفهوم "الأدب-الفعل" بالذي يسعى إلى تحرير الكتابة من كل المواضعات, والعودة إلى لغة بريئة هي بثمابة اللحظة الأولى للخلق، وهو مفهوم يشف عن نزعة اشتراكية إنسانية طوبوية, تؤكد تمامًا ما اشتهر عن البنيوية بأنها معادية للتاريخ، وأنها ترفض اعتبار الإنسان محور الكون، وصانع القيم، وهو يرى أخيرًا ردَّ فعل للمذاهب الفلسفية السابقة, لكن لها جذورًا في هذه المذاهب١.

أما تطبيق المنهج البنيوي على الشعر الجاهلي فقد قام به الباحثون: الدكتور كمال أبو ديب، والدكتور عدنان حيدر, والدكتور يورسلاف سسكوفتش, والدكتورة ماري كاترين باستون, وعدنان مكارم.

أما الدكتور كمال أبو ديب: فقد نشر البحوث التالية ملتزمًا المنهج البنيوي:

١- Towards A Stuctureal Analysis of Pre- Islamic Poetry٢ قد قدَّم في هذه


١ شكري عياد: مجلة فصول، مجلد١، عدد ٢ "١٩٨١", ص١٨٨ وما بعدها.
٢ نشرها في:
International Journal of Middie Eastern Studies Vol. ٦ "١٩٧٥" P. ١٤٨-١٨٤.

<<  <   >  >>