للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويطبق منهجه على ثلاث مراحل: أولها: على وحدة الأطلال، ثم على القصيدة المفتاح كلها، ثم بطريقة مقارنة على قصيدة أخرى ذات البنية متعددة الشرائح, وهو يختار "عينية أبي ذؤيب".

ونستطيع أن نستخلص بعض ملاحظاته واستنتاجاته من تلك الدراسة:

١- يرفض التفسير بأن الأطلال المدمرة تعبير عن شعور عميق بالأسى والفقدان يعانيه الشاعر عندما يرى الأطلال دارسة مدمرة.

٢- يتميز قسم الأطلال بالغياب المطلق لأيّ تعبير مشحون انفعاليًّا، وتبرز الكلمة الانفعالية الأولى في نهاية هذا القسم.

٣- إن الحياة موجودة في ذلك المكان المهجور إلّا أنها اتخذت صورة حيوانية لا إنسانية، وهذه الحيوانات ليست وحشية بل مسالمة "الظباء والنعام".

٤- تنمو القصيدة كلها وتتقدَّم عبر ثنائيات ضدية ولفظية تنتشر خلال نسيجها كله.

٥- إن القصيدة متعددة الشرائح يمكن أن تقوم على إحدى الطريقتين التاليتين من التفاعل بين شرائحها المشكلة:

أ- يمكن أن ترتبط الشرائح ارتباط ثنائيات ضدية خلال القصيدة كلها.

ب- يمكن أن ترتبط الشرائح ارتباط بنى مفتوحة متوازية في جوهرها ذات طبيعة تكرارية، لا لغويًّا، وإنما على مستوى العلاقات التي تتألّف منها الشرائح.

٦- هنالك وفرة في المزدوجات والثنائيات الضدية على مستوى البنية اللغوية السطحية الصرف للقصيدة، "محلها ومقامها، حلالها وحرامها، جودها ورهامها، ظباؤها ونعامها، نؤيها وثمامها ... إلخ".

٧- يشكل عالم الحيوان في القصيدة سلسلة من الثنائيات الضدية بين طرفي اثنتين؛ منها ما يمثل "حيوان دون أجنحة، طائر أجنحة"، "البري المتوحش: يفترس البري المسالم: يفترس", وهذه الدوائر تشير إلى: "الرحلة والبحث عن تحقيق الذات بكل أشكالها, يرافقان بالمشقات والألم والخطر والصراع ضد قوى الدمار الطبيعية والحيوانية والإنسانية، وثَمَّة ملمح مدهش هو أنها جميعًا تبدأ الرحلة, وهي تعاني من نوعٍ ما من العاهات أو النقصان أو التشويه.

<<  <   >  >>