للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١- لا يستعبد الباحث أنه بسبب إساءة تفسير مقطع ابن قتيبة قد اعتُبِرَت القصيدة وجودًا مفككًا لا يمتلك الوحدة, وأنَّها مؤلفة من جسم هو موضوعها الحقيقي، أو غرضها, ومن أجزاء خارجية يفرضها تراث شعري تقليدي صارم. ويرى أنه يجب اكتناه القصيدة من حيث هي بنية كلية دالة، تفعل وحداتها المكونة بطرقٍ يمكن اكتشافها مجسّدة طريقة فردية في معاينة الواقع, وصورة للعالم القائم في لحظة الخلق في وعي الشاعر.

١٢- يرى الباحث أن القصيدة -معلقة لبيد- لا تتحرك حركة تطور وتقدم، بل حركة تنامي عبر الانفساح والاتساع والتوازي.

١٣- يقرِّر الباحث بناء على استقراء للشعر الجاهلي أن القصيدة متعددة الأبعاد تتحرك دائمًا من اللحظة الأولى، أي: القبيلة أو الماضي إلى اللحظة الثانية، أي: الحاضر أو الأطلال، وهذا يقوده إلى تقرير أن البنية الكلية للقصيدة تقع بين قطبين من التطورات: التغير "تدبير الحياة والطبيعة، والقبيلة التي تشكل الحركة المعاكسة فتحفظ الحياة".

وفي دراسته الثانية التي خصصها لمعلقة أمرئ القيس وسمَّاه: "ألرؤية الشبقية", يذكر في مقدمتها أنه حاول في بحث سابق نشره في "مجلة المعرفة، دمشق ١٩٧٨م" أن يكتنه تطبيق التحليل البنيوي على قصائد معينة, وكانت وسيلته فصل وحدات أساسية محدّدة لأكثر من قصيدة، ونظمها في جداول على حدة، ثم حلل تلك الجداول، وساعد تحليلها أولًا في تفسير وظائف الوحدات الأساسية بوصفها عناصرللبنية، وثانيًا في تقديم بعض الصياغات النظرية عن طبيعة بناء أية قصيدة تتناولها الدراسة، كما ساعد على رؤية واقع الإنسان وعالمه الذي خلق القصيدة، وخلال البحث السابق تمت دراسة متعمقة للعلاقات الجدلية بين العناصر الأساسية للبنية، والبنية نفسها، رؤية المبدع ذاته.

ويربط الباحث بين الدراستين "قصيدة المفتاح", وهذه الدراسة "الرؤية الشقبية", ويؤكد على ضرورة قراءة هذا التحليل مقرونًا بالتحليل السابق، لأن قراءته منفصلًا ستؤدي إلى فهم قاصر.

وتُعَدّ معلقة امرئ القيس في نظره أشهر المعلقات وأكثرها تلقيًا للإطراء، بل أكثرها إثارة للحيرة، على الأقل فيما يتعلق بخصائصها البنيوية.

<<  <   >  >>