للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استندت إليها الأحكام التي أطلقت عليه منذ ابن قتيبة حتى اليوم, فوصف ابن قتيبة لبنية القصيدة لا يصدق إلّا على عدد ضئيل من النصوص الجاهلية, وإن التصور الشائع لطغيان الأطلال في الشعر الجاهلي لا أساس له من الصحة.

٢- استمرار تكرارنا أحكامًا قاصرة ورثناها عن دارسين ورثوها بدورهم في صيغتها القاصرة هذه عن أسلافهم.

ويحاول الباحث في مقدمة دراسته الشاملة أن يحدد أهدافه, فيذكر أن البحث يحاول أن يموضع دراسة الشعر الجاهلي على مستوى من التحليل يرتفع عن المستويات التارخية والتعليقية والتوثيقية أو اللغوية والبلاغة والانطباعية التي تتم عليها معظم الدراسات له الآن.

يهدف البحث من خلال ذلك كله إلى تطوير منهج تناول لهذا الشعر يغذيه وعي نظري عميق بالأسئلة التحليلة التي تطرحها الدراسات المعاصرة، وبالتصورات التي تنطلق منها, والإشكاليات التي تثيرها.

أما الذي يسهم في تشكيل المنظور الذي يعاين منه الشعر الجاهلي في هذا البحث فهو الإنجازات التي تحققت في خمسة تيارات بحثية متميزة في هذا القرن:

١- التحليل البنيوي للأسطورة كما طوره كلود ليفي - شتراوس, في الأنثروبولوجيا البنيوية.

٢- مناهج تحليل الأدب المتشكلة في إطار معطيات التحليل اللغوي والدراسات اللسانية والسيميائية وبشكل خاص عمل ردمان ياكوببس والبنيويين الفرنسيين.

٤- المنهج النابع من معطيات أساسية في الفكر الماركسي الذي أولى عناية خاصة لاكتناه العلاقة بين العمل الأدبي والبنى الاجتماعية، ولعل لوسيان غلودمان أن يكون أبرز النقاد الذين أسمهوا في تطوير هذا التناول.

٥- تحليل عملية التحليل الشفهي في الشعر السردي، ودور الصيغة Formula في آلية الخلق كما طوَّر ملمان باري وألبرت لوردز.

ويحذر الباحث من الظن أن بحثه تطبيق لمناهج جاهز, بل إنه لا يتبنى الأطروحات النظرية لهذه المناهج جميعًا, وكل ما يعنيه أن البحث يتمّ في إطار تاريخي من الوعي النظري الدقيق لهذه المناهج بما تثيره من إشكاليات, وما تحققه

<<  <   >  >>