للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

زوجة روشنك وأمه. ومن الطريف أن القول المنسوب إلى زوجته قد ألمح إلى تلك الشماتة التي تحدث عنها آنفا: " وأن كان هذا الكلام الذي سمعت منكم معاشر الحكماء فيه شماتة فقد خلف الكأس الذي تشرب به الجماعة " (١) .

وتستحق القولة المنسوبة إلى أم الأسكندر وقفة خاصة، لتباينها في المصادر على نحو واضح:

١ - ابن البطريق ومخطوطة كوبريللي (٢) : قد بالغتم في التعزية والذي كنت أحذره على الأسكندر قد صار إليه، فلم يبق له ملك ولا عليه، فليكثر في الدنيا زهدكم وأعطوا الحق من أنفسكم، فقد قبلت تعزيتكم.

٢ - اليعقوبي ومختصر الصوان والمبشر (٣) : العجب يا بني لمن بلغت السماء حكمته وأقطار الأرض ملكه ودانت له الملوك عنوة كيف هو اليوم نائم لا يستيقظ وساكت لا يتكلم، فمن ذا يبلغ الإسكندر عني فيعظم حباؤه مني وتجود منزلته عندي بأنه وعظني فاتعظت وعزاني فتعزيت وصبرت، ولولا أني لاحقة به ما فعلت، فعليك السلام يا بني حيا وميتا فنعم الحي كنت ونعم الهالك أنت.

٣ - مروج الذهب: لئن فقد من ابني أمره فما فقد من قلبي ذكره (٤) .

٤ - الثعالبي: يا بني قد كنت أرجوك وبيني وبينك بعد المشرقين وقد أمسيت منك الآن وأنت أقرب إلي من ظلي.

فإذا كان كل قسم من هذه الأقسام يمثل مجموعة من الروايات، فإن المجموعة الأولى


(١) الملحق ٢ رقم: ٢٩ ونصه عند ابن البطريق: " أن كان منطقكم في الأسكندر باستهزاء فقد خلف الكأس التي نشربها معكم ولكلكم فيها ارواء (ص: آراء) وان كان تعزيه وبكاء فاستعدوا للجواب وأعدوا الحجة فإن مما ذاق ستذوقون فليكن العمل على حسب القول فأنكم غير آمنين " (ص: ٨٤) .
(٢) تاريخ ابن البطريق: ٨٤ - ٨٥ ومخطوطة كوبريللي، الورقة: ٤.
(٣) تاريخ اليعقوبي ١: ١٤٥ ومختصر الصوان: ٣٠ ومختار الحكم: ٢٤١ وأثبت رواية الثالث، وهناك اختلاف جزئي عنها لدى اليعقوبي ومختصر صوان الحكمة.
(٤) الملحق ٢ رقم: ٣٠.

<<  <   >  >>