للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وعندما نصل إلى لباب الآداب لأسامة بن منقذ نجد العبارة التي أوردها أبو حيان بنصها (١) بين مجموعة من الأقوال السياسية التي خضعت لهذا النوع من الصياغة، وفيها قسط غير قليل مما يعد " ترجمة " جديدة لعبارات من رسائل أرسطاطاليس:

١ - فهذه العبارة: تفقد أمور عدوك قبل أن يطول ذراعه، وارتق الفتق قبل أن يتمكن فاتقه، لا تطلب ما بعد عنك حتى يستوي ما قرب منك، لا تخل فكرك ليلك ونهارك، فإذا أنشأت حربا فأعظمها، وإذا أشعلت نارا فألهبتها (٢) .

قد نظم بعض أجزائها على النحو التالي: تفقد أمر عدوك قبل أن يمتد باعه، ويطول ذراعه، وتكثر شكته، وتشتد شوكته، وعالجه قبل أن يعضل داؤه، ويصعب دواؤه، فكل أمر لا يداوى قبل أن يعضل، ولا يدبر قبل أن يستفحل، يعجز عنه مداويه، ويصعب تداركه، وتلافيه ولا تشغل نفسك بإصلاح ما بعد عنك حتى تفرغ من إصلاح ما قرب منك (٣) - إذا أنشأت حربا فأرهجها، وإذا أوقدت نارا فأججها (٤) .

وإليك أيضا بعض العبارات الأخرى مقارنة بما صارت إليها عند إعادة صياغتها:

٢ - سر الأسرار: يا اسكندر لا تباشر الحروب بنفسك (٥) .

للباب الآداب: ولا تباشر الحرب بنفسك، فإنك لا تخلوا في ذلك من ملك تخاطر به، أو هلك تبادر إليه (٦) .

٣ - السعادة والإسعاد: صير استشارتك بالليل فإن الفكر فيه أجلى وأجمع (٧) .


(١) لباب الآداب: ٦٣ - ٦٤.
(٢) السياسة العامية مخطوطة كوبريللي، الورقة ٨٣ وبعضها في السعادة والإسعاد: ٣٢٥.
(٣) لباب الآداب: ٦٤.
(٤) لباب الآداب: ٦١.
(٥) الأصول اليونانية: ١٤٩.
(٦) لباب الآداب: ٦٤.
(٧) السعادة والإسعاد: ٤٣٢ (من أقوال أرسطو للإسكندر) .

<<  <   >  >>