للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكتاب الشعر أو غيرهما، ولكنها لا تفيد معرفة مباشرة بقصائد أوميرس، وقد وضح الأستاذ كريمر أن بعض هذه النصوص قد أسي فهمها (١) ، وأن المترجم كان يكمل النص اليوناني، اعتمادا على معرفته بالنص السرياني، كما حدث في هذين البيتين اللذين يمثلان مطلعي الإلياذة والأوديسية:

أنبئينا أيتها الآلهة عن غضب أخيلوس

أنبئينا يا موسا (Muse) عن الرجل الكثير المكايد الذي حسم أمورا كثيرة من بعد ما خربت المدينة العامرة إليون (٢) .

وفي كتاب الخطابة نصوص أخرى بعضها ذو حظ من الدقة مثل: أن الغضب لأحلى من الشهد (ابن رشد: لأحلى من قطرات العسل) (٣) ، وبعضها قد انحرف عن جادة الدقة مثل قوله يصف إنسانا يندب ميتا: أنه لما تكلم بذلك صرخوا صرخة فاجعة لذيذة (٤) ، وهذا تحوير لقوله هنالك " ثار في قلوبهم حنين إلى البكاء " (الإلياذة ٢٣: ١٠٨) وكذلك جاء عند كل من ابن سينا وابن رشد " إن هذه المدينة إذا فتحت عنوة ستلقى من مالاغروس (Meleagros) كل شر، وكذلك الناس كلهم، فإنه يهلك الناس ويشب الحريق في المدينة حتى يحرقها بأسرها ويعترف كل بولده، أي ينوح كل باسم ولده: يا ولدي فلان (٥) "، وإذا قارنا هذا القول بما ورد في الإلياذة (٩: ٢٩١ - ٥٩٤) اتضح فيه إساءة فهم المعنى الأصلي، وخطأ المناسبة، وإلحاق إضافات ليست من الأصل.

ولدى البيروني في " تحقيق ما للهند من مقولة " ثلاثة أقوال لاوميرس (٦) : أولها: ولست أدري ماذا يعنون بإضافة الصوت إلى السماء وأظنه شبيها بما قال أوميرس شاعر اليونانيين: " إن ذوات اللحون السبعة ينطقن ويتجاوبن بصوت حسن " وعنى الكواكب


(١) كريمر: ٢٦٣ - ٢٦٤.
(٢) الترجمة القديمة لكتاب الخطابة: ٢٣٢، وكريمر: ٢٦٦ وانظر مثالا آخر: ٢٦٩.
(٣) ابن سينا: الخطابة: ١٠١ وتلخيص الخطابة: ١٧٨ والإلياذة ١٨: ١٠٩.
(٤) الخطابة: ١٠١ والتلخيص: ١٨٠.
(٥) الخطابة: ٨٠ والتلخيص: ١٢٨.
(٦) تحقيق ما للهند: ٢١، ٤٨، ١١٤.

<<  <   >  >>