للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكره الحسن وغيره: استغفروا لأخيكم (١) ،


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٣/٢٧٤) .
ونقل مذهب الحسن: البيهقي في «سننه» (٤/٧٤) ، وابن قدامة في «المغني» (٢/٤٧٦) ، وابن المنذر في «الأوسط» (٥/٣٨٩) ، والنووي في «المجموع» (٥/٢٩١) ، وشيخه أبو شامة المقدسي في «الباعث» (ص ٢٧٥) ، والسيوطي في «الأمر بالاتباع» (ص ٢٥٤) .
وانظر «موسوعة فقه الحسن البصري» (٢/٨٥٨-٨٥٩) .
وأسند البيهقي في «السنن الكبرى» (٤/٧٤) و «الشعب» (رقم ٩٢٧٧) إلى الأسود ابن شيبان، قال: كان الحسن في جنازة النضر بن أنس، فقال الأشعث بن سليم العجلي: يا أبا سعيد! إنه ليعجبني أن لا أسمع في الجنازة صوتاً، فقال: إن للخير أهلين.
وأخرج عبد الرزاق (٣/٤٣٩ رقم ٦٢٤١، ٦٢٤٢) وابن أبي شيبة (٣/٢٧٤) في «مصنفيهما» ، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (٥/١٤١) بسندٍ صحيح عن سعيد بن المسيب، أنه قال في مرضه: «إياك وحاديهم، هذا الذي يحدو لهم، يقول: استغفروا الله، غفر لكم» .
وذكره عنه: البيهقي في «سننه» (٤/٧٤) ، والذهبي في «السير» (٤/٢٤٤) ، وأبو شامة في «الباعث» (٢٧٥) ، والسيوطي في «الأمر بالاتباع» (٢٥٣) .
وقال ابن المنذر في «الأوسط» (٥/٣٨٩-٣٩٠) : «وكره سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والحسن البصري والنخعي وأحمد وإسحاق قول القائل خلف الجنازة: استغفروا له، = =قال عطاء: محدثة، وقال الأوزاعي: بدعة، وقال النخعي: كانوا إذا شهدوا جنازة، عرف ذلك فيهم ثلاثاً» .
وقال (٥/٣٩٠) : «ونحن نكره من ذلك ما كرهوا» .
ولذا اقتصر في كتابه القيم «الإقناع» (١/١٧٥) على قوله: «ويكره رفع الصوت عند حمل الجنائز» ، وقال النووي في «المجموع» (٥/٢٩٠) : «وقد أفرد ابن المنذر في «الإشراف» ... باباً في هذه المسألة» . قلت: لا توجد في القسم المطبوع منه، وهو ناقص، ولا قوة إلا بالله.

وأما الكراهية عن سعيد بن جبير، فقد أخرج وكيع في «الزهد» (٢/٤٦٣ رقم ٢١٢) ، وعبد الرزاق (٣/٤٣٩-٤٤٠ رقم ٦٢٤٣) ، وابن أبي شيبة (٤/٩٧) عن سعيد بن جبير، أنه كره رفع الصوت عند الجنازة. وإسناده صحيح. وذكرها البيهقي في «سننه» (٤/٧٤) .
وأما كراهة الحسن وابن المسيب، فقد تقدم تخريجها عنهما.
وأما كراهة النخعي، فقد أخرجها ابن أبي شيبة (٣/٢٧٣) ، وذكرها البيهقي (٤/٧٤) .
وأما قوله: «كانوا إذا شهدوا جنازة ... » فقد أخرجها وكيع في «الزهد» (رقم ٢٠٧) -ومن طريقه أحمد في «الزهد» -أيضاً- (٣٦٥) ، وأبو نعيم في «الحلية» (٤/٢٢٧-٢٢٨) - وابن أبي شيبة (٧/٢٠٨) ، وعبد الرزاق (٣/٤٥٣ رقم ٦٢٨٣) في «مصنفيهما» ، وابن أبي الدنيا في «القبور» (رقم ٣٠ - بتحقيقي) ، وابن المبارك (رقم ٢٤٦) ، وأحمد (٣٦٥) ، كلاهما في «الزهد» ، وأبو نعيم في «الحلية» (٤/٢٢٨) ، وهو صحيح عنه.
وحكاه أبو شامة في «الباعث» (٢٥٣) ، والسيوطي في «الأمر بالاتباع» (٢٧٥) نحوه عن الفضيل بن عياض قوله.
وأخرج ابن أبي شيبة (٣/٢٧٣) عن عطاء، أنه كره أن يقول: استغفروا له، غفر الله لكم، وذكر مذهبه: النووي في «المجموع» (٥/٢٩١) ، وابن قدامة في «المغني» (٢/٤٧٩) ، وذكر كراهية إسحاق: أبو شامة في «الباعث» (٢٧٥) ، وتلميذه النووي في «المجموع» (٥/٢٩١) ، والسيوطي في «الأمر بالاتباع» (٢٥٤) .
وأما كراهية أحمد، فستأتي -قريباً- عند المصنِّفَيْن، تحت عنوان: (أقوال السادة الحنابلة) .
وأما مذهب الأوزاعي، ففي «المجموع» (٥/٢٩١) ، و «المغني» (٢/٤٧٩) ، و «فقه= =الإمام الأوزاعي» (١/٣٢٠) .
وأخرج البيهقي في «الشعب» (٧/١١-١٢ رقم ٩٢٧٦) بسنده أن ابن عيينة سئل: ما بال الناس يؤمرون في الجنازة بالسكوت؟ قال: لأنه حشر. ووجدته -بعد- مطولاً عند ابن أبي الدنيا في «القبور» (رقم ٥٨ - بتحقيقي) .
وأخرج ابن أبي الدنيا في «القبور» (رقم ٥٧) عن الأعمش، قال: «أدركت الناس إذا كانت فيهم جنازة، جاؤوا فجلسوا صموتاً لا يتكلمون، فإذا وضعت نظرتُ إلى كل رجل واضعاً حبوته على صدره، كأنه أبوه أو أخوه أو ابنه» .
وأسند -أيضاً- برقم (٥٦) عن أبي قلابة، قال: كانوا يعظّمون الموت بالسكينة.
وأسند برقم (٣٩) إلى سلام بن أبي مطيع، قال: شهدتُ قتادة في جنازة، فلم يتكلم حتى انصرف، وشهدت الجريري في جنازة، فلم يزل يبكي حتى تفرّق القوم، وشهدت محمد ابن واسع في جنازة، فلم يزل واضعاً أصبعه السبابة على نابه، مقنَّع الرأس، مطرقاً ما يلتفت يميناً ولا شمالاً حتى انصرف الناس، وما يشعر بهم.
وأسند برقم (٤٠) -أيضاً- إلى قتادة، قال: شهدتُ خليداً العصري في جنازة، مقنَّع رأسه، لم يتكلم حتى دفن الميت، ورجع إلى أهله.

<<  <   >  >>