للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وانظر -رحمنا الله تعالى وإياك- إلى قول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- لمن قال في الجنازة: استغفروا لأخيكم؛ يعني: الميت، فقال له: لا غفر الله لك (١) . فإن كان هذا حالهم في تحفظهم من رفع الصوت بمثل هذا اللفظ الدال على طلب الدعاء من الحاضرين للميت، فما بالك بما يفعله أهل هذا الزمان من رفع الأصوات بنحو قراءة القرآن أو البردة (٢) ،


(١) المأثور في ذلك عن ابن عمر لا ابن مسعود، وهو معزو لـ «سنن سعيد بن منصور» ، وهو غير موجود في القسم المطبوع منه.
(٢) قصيدة مشهورة جداً، ألفها محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري (ت ٦٨٤هـ) ، وتسمى «قصيدة الكواكب الدرية في مدح خير البرية» ، اعتنى العلماء بتشطيرها ومعارضتها، والتعليق عليها، وأفردها غير واحدٍ بنقدٍ خاص، ولا سيما في الأمور التي تخص العقيدة، انظر أبياتاً منتقدة منها في «القول المفيد على كتاب التوحيد» (١/٨١-٨٢، ١٨٤-١٨٥، ٤٧٦) ، و «مظاهر الانحرافات العقدية» (١/٤٢٨-٤٣٠) ، وممن انتقدها بكتاب مفرد: الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب، له «هذا بيان المحجة في الرد= =على صاحب اللجة» مطبوع ضمن «مجموعة التوحيد» (الرسالة الثالثة عشرة، ص ٤٣٥-٥٤٢) ، والشيخ عبد البديع صقر، وشيخنا محمد نسيب الرفاعي -رحمه الله-، ولأبي الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري «نقد قصيدة البردة» مطبوع آخر «رفع الإشكال عن مسألة المحال» . وانظر عن هذه القصيدة: «المدائح النبوية» لزكي مبارك (ص ١٩٧-١٩٨) ، «المدائح النبوية بين المعتدلين والغلاة» لمحمد بن سعد بن حسين (ص ٥٤-٧٤) ، «كشف الظنون» (٢/١٣٣١-١٣٤٩) ، «هدية العارفين» (٢/١٣٨) .
وانظر عن نقدها -مجملاً- مقالة أخينا الشيخ السلفي محمد المغراوي المنشورة في مجلتنا «الأصالة» (العدد الخامس عشر/١٥/ذي القعدة/سنة ١٤١٥هـ) (ص ٧٥-٨٨) بعنوان (حول قصيدة البردة) ، وكتابنا «شعر خالف الشرع» ، يسر الله إتمامه بخير وعافية.

وانظر عنها «الأدب في التراث الصوفي» لمحمد عبد المنعم خفاجي (ص ٢٥٣-٢٥٨) . وانظر عن بدعية التزام (البردة) و (الشقراطسية) أمام الجنائز، وفي حلق الذكر في: «عدة المريد الصادق» (ص ٥٥١) للشيخ زروق، وكتابنا «شعر خالف الشرع» .

<<  <   >  >>