للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال في «الإقناع» (١) و «شرحه» (٢) للشيخ منصور الحنبلي: (ويكره رفع الصوت والضجة عند رفعها) ؛ لأنه محدث، (وكذا) رفع الصوت (معها) -أي: مع الجنازة- (ولو بقراءة أو ذكر) ؛ لنهي (٣) النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تتبع الجنازة بصوت أو نار. رواه أبو داود (٤) ، (بل يسنُّ) القراءة والذِّكر (سرّاً) ، وإلا الصمت. ا. هـ.


(١) (١/٤٠٥) (منهما) .
(٢) المسمى «كشاف القناع» (٢/١٣٠) .
(٣) في المطبوع: «لقول» ، والمثبت من «كشاف القناع» .
(٤) أخرجه أبو داود (٣١٧١) ، وأحمد (٢/٤٢٧، ٥٢٨، ٥٣٢) ، والبيهقي (٣/٣٩٤-٣٩٥) ، وابن الجوزي في «الواهيات» (١٥٠٤) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُتْبع الجنازة بنار ولا صوت» . وإسناده ضعيف. والحديث حسن لغيره؛ لشواهده. وصح ذلك موقوفاً، وهذا البيان:
أخرج مالك (١/٢٢٦) بسند صحيح عن أبي هريرة، أنه نهى أن يُتْبع بعد موته بنار.
وأخرج مسلم (١٢١) عن عبد الله بن عمرو قوله: «فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار» .
وفي الباب عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى أن يتبع الميت صوتٌ أو نارٌ.
أخرجه أبو يعلى (٢٦٢٧) . وفيه عبد الله بن المحرّر، منكر الحديث، وتحرف اسمه= =على الهيثمي في «المجمع» (٣/٢٩) فلم يعرفه!!
وفي الباب عن ابن عمر، أخرج أحمد (٢/٩٢) ، وابن ماجه (١٥٨٣) ، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (١/٤٨٤) ، والطبراني (١٣٤٨٤، ١٣٤٩٨) عنه، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تُتْبع جنازة معها رَنَّة. وإسناده ضعيف.
قال السندي: « (رَنَّة) بفتح راء وتشديد نون: صوت مع بكاء، فيه ترجيع، كالقلقلة واللقلقة» .
وورد بلفظ: «فيها صارخة» عند ابن حبان في «المجروحين» (١/٢٥٤) ، وأورده ابن الجوزي في «الموضوعات» (٣/٢٢٥) . ونحوه في «الحلية» (٦/٦٦) من طريق آخر عنه، ولكن الأسانيد الواردة في ذلك ضعيفة جداً.

<<  <   >  >>