للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فإنَّ الله أكمل لنا هذا الدِّين، وأتم لنا نعمتَه علينا، وتركنا رسولُه - صلى الله عليه وسلم - على مثل البيضاء، ليلُها ونهارُها سواء (١) ، وأخبرنا -وهو الصَّادِقُ الأمين- أنَّه لا تزال طائفة من أُمَّتي قوامةً على أمر الله، لا يضرُّها مَنْ خالفها (٢) ، وأنَّ الله لا يزال يغرس في هذا الدِّين غرساً، يستعملُهم في طاعته (٣) ،


(١) يشير إلى حديث العرباض، وفي بعض ألفاظه: «تركتم على البيضاء، ليلها كنهارها» ، ومضى تخريجه (ص ٥٥) ، وانظر «الاعتصام» (١/٦٠ - بتحقيقي) .
(٢) يشير إلى ما أخرجه مسلم في «صحيحه» (رقم ١٩٢٠) عن ثوبان رفعه، بلفظ: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرُّهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله، وهم كذلك» ، والحديث في «الصحيحين» عن المغيرة بن شعبة، ومعاوية، وعند مسلم عن جابر بن عبد الله، وجابر بن سمرة، وعقبة بن عامر، وسعد بن أبي وقاص، وعدّه غير واحد من العلماء من الأحاديث المتواترة، وانظر -غير مأمور- تعليقي على «الاعتصام» (٣/٢٧٩) .
(٣) يشير إلى ما أخرجه أحمد (٤/٢٠٠) ، والبخاري في «التاريخ الكبير» (٩/٦١) ، وابن ماجه (رقم ٨) ، وابن عدي في «الكامل» (٢/٥٨٣) ، وابن حبان في «الصحيح» (٣٢٦ - الإحسان) ، و «الثقات» (٤/٧٥) ، والدولابي في «الكنى» (١/٤٦) ، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (٢/٤٤٥) ، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٢٤٩٧) ، وابن الأثير في «أسد الغابة» (٦/٢٣٣) ، والمزي في «تهذيب الكمال» (٣٤/١٥٢) من حديث أبي عِنَبة الخولاني رفعه: «لا يزال الله يغرس في هذا الدين بغرس يستعملهم في طاعته» ، وإسناده حسن..

<<  <   >  >>