للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• ابن أبي شيبة [١٧٩٠٥] حدثنا أبو خالد عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس قال: غلب الشيطان الناس على الاستئذان في الساعات (الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم). وقال أبو عبيد في الناسخ والمنسوخ [٤٠٣] حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: حدثنا عطاء قال: سمعت ابن عباس يقول: ثلاث آيات من كتاب الله عز وجل تركهن الناس لا أرى أحدا يعمل بهن قال: حفظت آيتين ونسيت واحدة قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) الآية وقال: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) قال: ثم يقول الرجل بعد هذه للرجل: أنا أكرم منك، وليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى. اهـ سند صحيح.

وقال ابن جرير [١٩/ ٢١٢] حدثني يعقوب قال: ثنا ابن علية عن ابن جريج قال: سمعت عطاء يقول: قال ابن عباس: ثلاث آيات جحدهن الناس، الإذن كله، وقال (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وقال الناس: أكرمكم أعظمكم بيتا. ونسيت الثالثة. اهـ سند صحيح. كان هذا زمان بني مروان.

وقال عبد الرزاق [١٩٤١٩] أخبرنا معمر عن قتادة قال: كان ابن عباس يقول: ثلاث آيات محكمات لا يعمل بهن اليوم تركهن الناس (يأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات) وهذه الآية (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فأبيتم إلا فلان بن فلان وفلان بن فلان. اهـ كذا رواه معمر.

وقال ابن جرير [٨٦٧٢] حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثنا هشيم قال أخبرنا منصور عن قتادة عن يحيى بن يعمر قال: ثلاث آيات محكمات مدنيات تركهن الناس هذه الآية، وآية الاستئذان (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) وهذه الآية (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى). اهـ هذا أجود، وكلهم ثقات.

وقال ابن أبي حاتم [١٥٥٨٤] حدثنا أبي ثنا عبد الله بن الوليد بن مهران الرازي ثنا سلمة بن الفضل عن إسماعيل بن مسلم عن عمرو بن دينار عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: غلب الشيطان الناس على ثلاث آيات من كتاب الله والاستئذان والساعات التي أمر الله (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) إلى آخر الآية. اهـ سند ضعيف.

وقال ابن أبي حاتم [١٥٥٨٥] حدثنا أبو زرعة ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني عبد الله بن لهيعة حدثني عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: ترك الناس ثلاث آيات فلم يعملوا بها (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم) إلى آخر الآية, والآية التي في سورة النساء (وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه)، والآية التي في الحجرات (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). اهـ سند ضعيف (١).

وقال ابن أبي شيبة [١٧٩٠٤] حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد سمع ابن عباس يقول: إنه لم يؤمر بها أكثر الناس الإذن وإني آمر جاريتي هذه أن تستأذن علي. أبو داود [٥١٩٣] حدثنا ابن السرح قال حدثنا ح وحدثنا ابن الصباح بن سفيان وابن عبدة وهذا حديثه قالا أخبرنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد سمع ابن عباس يقول: لم يؤمر بها أكثر الناس آية الإذن، وإني لآمر جاريتي هذه تستأذن علي. قال أبو داود: وكذلك رواه عطاء عن ابن عباس يأمر به. البيهقي [١٣٩٣٩] من طريق سعيد بن منصور حدثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد سمع ابن عباس يقول: آية لم يؤمن بها أكثر الناس آية الإذن وإني آمر هذه جارية له قصيرة قائمة على رأسه أن تستأذن علي. اهـ صحيح. معنى لم يؤمن لم يعمل، ومن رواها بالراء لم يؤمر بها لم يُنَشّأ عليها. والله أعلم.

وقال أبو داود [٥١٩٢] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة أن نفرا من أهل العراق قالوا: يا ابن عباس كيف ترى في هذه الآية التي أمرنا فيها بما أمرنا، ولا يعمل بها أحد؟ قول الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم) قرأ القعنبي إلى (عليم حكيم) قال ابن عباس: إن الله حليم رحيم بالمؤمنين يحب الستر، وكان الناس ليس لبيوتهم ستور ولا حجال، فربما دخل الخادم أو الولد أو يتيمة الرجل والرجل على أهله، فأمرهم الله بالاستئذان في تلك العورات، فجاءهم الله بالستور والخير، فلم أر أحدا يعمل بذلك بعد. قال أبو داود: حديث عبيد الله وعطاء يفسد هذا الحديث. اهـ رواه البيهقي من طريق عبد الله بن وهب ثنا سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو، وقال: حديث عبيد الله بن أبي يزيد وعطاء يضعف هذه الرواية، والله أعلم (٢) اهـ


(١) - ابن جرير [١٩/ ٢١٣] حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: إن ناسا يقولون نسخت، ولكنها مما يتهاون الناس به. وقال حدثنا ابن بشار قال: ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير في هذه الآية (ياأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) إلى آخر الآية، قال: لا يعمل بها اليوم! . اهـ صحيح، يأتي إن شاء الله في كتاب المواريث.
(٢) - قال أبو عبيد في الناسخ والمنسوخ [١/ ٢٢٢]: وليس وجه هذا عندي أن يكون على الرخصة من أجل أن ابن عباس لم يخبرنا أنه نسخها قرآن ولا أن السنة جاءت برخصة فيها، إنما قال: لم أر أحدا يعمل بذلك وقد حكى عنه عطاء هذا اللفظ على وجه الإنكار والاستبطاء للناس ألا تسمع قوله: ثلاث آيات من كتاب الله عز وجل تركهن الناس لا أرى أحدا يعمل بهن، فرواية عطاء عندنا مفسرة للذي روى عكرمة، وليس المذهب في الآية إلا أن تكون محكمة قائمة لم ينسخها كتاب ولا نقلت الآثار التي انتهت إلينا عن رسول الله صلى الله عليه ولا عن أحد من الصحابة ولا التابعين بعدهم بالتسهل في ذلك، إلا شيء يروى عن الحسن فإنه كان يقول في الخادم التي تبيت مع أهل الرجل أنه لا بأس أن تدخل بغير إذن. اهـ