• عبد الرزاق [١٣٥١٩] عن الثوري عن يحيى بن عبد الله التيمي عن أبي ماجد الحنفي أن ابن مسعود أتاه رجل بابن أخيه وهو سكران فقال: إني وجدت هذا سكران يا أبا عبد الرحمن فقال: ترتروه ومزمزوه واستنكهوه فترتروه ومزمزوه واستنكهوه فوجدوا منه ريح شراب، فأمر به عبد الله إلى السجن، ثم أخرجه من الغد ثم أمر بسوط فدقت ثمرته حتى آضت له مخفقة يعني صارت قال ثم قال للجلاد: اضرب وارجع يدك وأعط كل عضو حقه. قال: فضربه عبد الله ضربا غير مبرح وأوجعه. قال قلت: يا أبا ماجد ما المبرح؟ قال: ضرب الأمر. قال: فما قوله ارجع يدك؟ قال: لا يتمتى قال يعني يتمطى ولا يرى إبطه. قال: فأقامه في قباء وسراويل. قال: ثم قال: بئس لعمر الله والي اليتيم هذا، ما أدبت فأحسنت الأدب، ولا سترت الخربة. قال: يا أبا عبد الرحمن إنه لابن أخي وإني لأجد له من اللوعة يعني الشفقة ما أجد لولدي، ولكن لم آله. فقال عبد الله: إن الله عفو يحب العفو، وإنه لا ينبغي لوال أن يؤتى بحد إلا أقامه. ثم أنشأ عبد الله يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أول رجل قطع من المسلمين رجل من الأنصار أو في الأنصار أتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنما أسفَّ في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم رمادا يعني ذر عليه رماد فقالوا: يا رسول الله كأن هذا شق عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يمنعني وأنتم أعوان الشيطان على أخيكم، إن الله عفو يحب العفو، وإنه لا ينبغي لوال أن يؤتى بحد إلا أقامه ثم قرأ (وليعفوا وليصفحوا). رواه الحميدي [٨٩] ثنا سفيان ثنا يحيى بن عبد الله الجابر أنه سمع أبا ماجد الحنفي يقول: كنت عند عبد الله فأتاه رجل بشارب فذكره ثم قال: قال سفيان أتيت يحيى الجابر فقال لي أخرج ألواحك فقلت ليست معي ألواح فحدثني بهذا الحديث وأحاديث معه فلم أحفظ هذا الحديث حتى أعاده علي، قال سفيان: فحفظته من مرتين.
ابن أبي شيبة [٢٩٢١٩] حدثنا أبو الأحوص عن أبي الحارث التيمي عن أبي ماجد الحنفي قال: كنت عند عبد الله بن مسعود قاعدا، فجاءه رجل من المسلمين بابن أخ له فقال له: يا أبا عبد الرحمان ابن أخي وجدته سكرانا، فقال عبد الله: ترتروه ومزمزوه واستنكهوه فترتر ومزمز واستنكه فوجد سكرانا فدفع إلى السجن فلما كان الغد جئت وجيء به. الطبراني [٨٥٧٢] حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق كلاهما عن سفيان الثوري عن يحيى بن عبد الله التيمي عن أبي ماجد الحنفي قال: جاء رجل بابن أخ له إلى عبد الله سكران، فقال: إني وجدت هذا سكران، قال عبد الله: ترتروه ومزمزوه واستنكهوه، قال: فترتر ومزمز واستنكه، فوجد منه ريح الشراب فأمر به عبد الله إلى السجن ثم أخرجه من الغد، ثم أمر بسوط فدقت ثمرته حتى أحنت له مخفقة، ثم قال للجلاد: اجلد وأرجع يدك، وأعط كل ذي عضو حقه، فضربه ضربا غير مبرح وجعله في قباء وسراويل أو قميص وسراويل، ثم قال: بئس لعمر الله والي التيم، ما أدبت فأحسنت الأدب، ولا سترت الخزية، فقال: يا أبا عبد الرحمن إنه ابن أخي، أجد له من اللوعة ما أجد لولدي، فقال عبد الله: إن الله عز وجل يحب العفو، ولا ينبغي لوال أن يؤتى بحد إلا أقامه. ثم أنشأ يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أول رجل من المسلمين قطع من الأنصار أو في الأنصار فقيل: يا رسول الله، هذا سرق فكأنما سف في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الرماد، فقال بعضهم: يا رسول الله: شق عليك؟ قال: وما يسعني وأنتم أعوان الشيطان على صاحبكم فقال: إن الله عز وجل عفو يحب العفو، ولا ينبغي لوال أن يؤتى بحد إلا أقامه، ثم قرأ:(وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) واللفظ لأبي نعيم.
ابن المنذر [٩١٥٧] حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا عبد الله بن الوليد عن سفيان حدثنا يحيى بن عبد الله التيمي قال: حدثنا أبو ماجد الحنفي قال: جاء رجل بابن أخيه إلى عبد الله بن مسعود فقال: وجدته سكرانا فقال عبد الله: ترتروه أو مزمزوه أو استنكهوه قال: فترتر ومزمز واستنكه فوجد منه ريح الشراب قال: فأمر به عبد الله إلى السجن ثم أخرجه من الغد فأمر بسوط فدقت ثمرته حتى آضت له مخفقته ثم قال للجلاد: اجلد وارجع يدك وأعط كل عضو حقه. قال: فضربه ضربا غير مبرح أوجعه قال: وضربه في قباء وسراويل، أو قميص وسراويل. البيهقي [١٨٠٣٣] من طريق عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن يحيى الجابر عن أبي ماجد قال: جاء رجل من المسلمين بابن أخ له وهو سكران فقال يا أبا عبد الرحمن إن ابن أخي سكران فقال: ترتروه ومزمزوه واستنكهوه ففعلوا فرفعه إلى السجن ثم دعاه من الغد ودعا بسوط ثم أمر بثمرته فدقت بين حجرين حتى صارت درة قال عبيد الله يشير بإصبعيه هكذا وجمعهما ثم قال للجلاد: اجلد وارجع يدك وأعط كل عضو حقه. قلت: ما ارجع؟ قال: لا يرى بياض إبطه. فضربه ضربا غير مبرح قلت: ما غير مبرح؟ قال: ضرب ليس بالشديد ولا بالهين، وضربه في قميص وإزار أو قميص وسراويل. وذكر الحديث (١) اهـ ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق شعبة عن يحيى الجابر، وهو خبر ضعيف.
(١) - قال أبو عبيد في الغريب [٤/ ٦٥] في حديث عبد الله رحمه الله أنه أتي بسكران أو شارب خمر فقال: تَلْتِلُوهُ ومَزْمِزُوهُ. قال أبو عمرو: وهو أن يُحَرَّك ويُزَعْزَع ويُسْتَنْكه حتى يوجد منه الريح ليعلم ما شرب وهي التَلْتَلة والتَرْتَرة والمَزْمَزة بمعنى واحد وجمع التلتلة تلاتل وهي الحركات، قال ذو الرمة يصف بعيرا: بعيد مَساف الخَطْو غوجٌ شمردلٌ تُقَطِّع أنفاسَ المهَارَى تَلاتِلهْ، يقول: إنها تسير بسيره فو يُقَلْقِلها في السير لتدركه .. قال أبو عبيد: وهذا الحديث بعض أهل العلم ينكره لأن الحدود إذا جاء صاحبها مُقرّا بها فإنه ينبغي للإمام أن لا يستمع منه وأن يرده ويعرض عنه كما جاء الأثر عن رسول الله في ماعز بن مالك حين أقرّ بالزنا وكالحديث الآخر: اطردوا المعترفين فكيف يكون أن يتلتل ويمزمز حتى يظهر سكره وهو يؤمر أن يستر على نفسه! فإن كان هذا محفوظا فينبغي أن يكون فعله عبد الله برجل مولع بالشراب يدمنه فاستجازه لذلك. اهـ