• عبد الرزاق [٩٦٥٠] عن معمر عن الزهري أن عمر بن الخطاب كان يعقب الغازية. عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: بعث عمر جيشا وكان يعقب الجيوش فمكثوا حينا لا يأتي لهم عقب، فقفلوا، فكتب أمير السرية إلى عمر أنهم قفلوا وتركوا ثغرهم وسنوا للناس سنة سوء. فأرسل إليهم عمر ولم يشهد ذلك غيره فتغيظ عليهم وأوعدهم وعيدا شرُف عليهم. فقالوا: يا عمر بما تفرقنا؟ تركت فينا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من إعقاب الغازية بعضها بعضا. فقال: لست أفرقكم بنفسي ولكن بأمور لم تكن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار. اهـ
وقال أبو داود [٢٩٦٢] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم يعني ابن سعد حدثنا ابن شهاب عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري أن جيشا من الأنصار كانوا بأرض فارس مع أميرهم وكان عمر يعقب الجيوش في كل عام فشغل عنهم عمر فلما مر الأجل قفل أهل ذلك الثغر فاشتد عليهم وتواعدهم وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا عمر إنك غفلت عنا وتركت فينا الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من إعقاب بعض الغزية بعضا. اهـ تابعه عقيل وشعيب عن ابن شهاب. ويشبه المرسل. وصححه الألباني.
وقال عبد الله بن أحمد في العلل عن أبيه [١٤٠٥] قال: قال عبد الرحمن بن مهدي في حديث إبراهيم بن سعد عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أن عمر بعث جيشا فوعظهم قال عبد الرحمن أسرف عليهم يقول كأنه تهددهم في موعظته فقلت لعبد الرحمن إن أبا كامل قال أشرف فقال لي عبد الرحمن سل بهزا فسألته فقال بهز أشرف عليهم فأخبرت به عبد الرحمن يعني كأنه قنع بقول بهز قال أبي: ورواه معمر مرسلا. اهـ
وقال الخلال في العلل [١٠٩] قال مهنا: وقرأت على أحمد: إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب أن عبد الله بن كعب الأنصاري أخبره أن حيا من الأنصار كانوا بأرض فارس مع أميرهم، وكان عمر يعقب الجيوش كل عام فشغل عنهم حتى مضى الزمان الذي كانت تأتيهم فيه عقبهم، فقفل أهل ذلك الثغر، فكتب أميرهم إلى عمر يذكر أنهم أخلوا ثغرهم، وسنوا للناس سنة سوء، فغضب عمر غضبا شديدا وتوعدهم، ثم أرسل إليهم عمر أن ائتوني ولا يأتني معكم أحد، فجمعهم في الدار، ولم يشهد ذلك غيرهم، فعرّفهم الذي صنعوا، وأوعدهم وعيدا أشرف عليهم، فلما اشتد عليهم، وهم أصحاب رسول الله، قالوا: يا عمر! إنك غفلت عنا وأهملتنا، وتركت فينا الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من إعقاب بعض الغزية بعضا. فقال لهم: أما إني ما أقومكم بنفسي، ولكني أقومكم بأمور لعلكم تلقونها، ثم تجاوز عنهم، واتبع فيهم وصية رسول الله في الإعقاب. قال لي أحمد: كان ابن مهدي يخطئ فيه، يقول:"أسرف عليهم". فقلت: هذا من قبل محمد بن إسحاق أو من قبل إبراهيم بن سعد؟. فقال: من قبل محمد بن إسحاق، إنما كان محمد يعطيه كتبا فينسخها، فأما إبراهيم فإنما كان يخطئ إذا حدث من حفظه، فأما كتبه كانت صحيحة. فقلت لأحمد: ما أشرف عليهم؟. قال: أشرف عليهم من مكان مرتفع .. ثم قال: وأخبرنا أبو المثنى العنبري أن هارون بن عبد الله البزاز حدثهم قال: قال أبو عبد الله: فأتيت بهزا لأسأله، فلم يخرج إلي، فقلت له: إنما أريد أن أسألك عن كلمة من حديث، فقال: ما هي؟ فقلت: في حديث إبراهيم بن سعد: أشرف عليهم أو أسرف عليهم؟ فقال لي من خلف الباب:"أشرف عليهم".اهـ ويشبه أن يكون الحديث حديث معمر، والله أعلم.