للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• أبو إسحاق الفزاري [٣١٥] عن ابن عون عن محمد قال: أقبل عدو من قبل خراسان فلقيهم المسلمون، فحمل عليهم رجل من الأنصار حتى خرق صفوفهم ثلاث مرات أو أربع ثم قتل، فذكر ذلك لأبي هريرة فقرأ (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد). ابن أبي شيبة [١٩٧٨٥] حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون عن محمد قال: جاءت كتيبة من قبل المشرق من كتائب الكفار فلقيهم رجل من الأنصار فحمل عليهم فخرق الصف حتى خرج، ثم كبر راجعا فصنع مثل ذلك مرتين أو ثلاثا فإذا سعد بن هشام, فذكر ذلك لأبي هريرة فتلا هذه الآية (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله). ابن جرير [٤٠٠٣] حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا حسين بن الحسن أبو عبد الله قال حدثنا أبو عون عن محمد قال: حمل هشام بن عامر على الصف حتى خرقه، فقالوا: ألقى بيده! فقال أبو هريرة (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله).اهـ سعد بن هشام بن عامر أشبه فإنه الذي أصيب بالهند رحمه الله. وهو خبر صحيح.

وقال ابن جرير [٤٠٠٥] حدثنا ابن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا هشام عن قتادة قال: حمل هشام بن عامر على الصف حتى شقه، فقال أبو هريرة (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله). الفسوي [٢/ ٧٧] حدثنا عمرو بن عاصم ثنا همام قال: كنا عند قتادة، فدخل نفيع أبو داود الأعمى، فلما خرج من عنده قال له بعض من حضره: إن هذا يزعم أنه لقي ثمانين رجلا ممن بايع تحت الشجرة، وكذا وكذا بدريا. قال: فقال قتادة: أدركت هذا وهو لغلام يسأل عبد بن عامر، وكان يجالسه ألقى بيده إلى التهلكة فأخبره، فقال أبو هريرة: كلا لكنه التمس هذه الآية (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد).اهـ فيه سقط. وهو مرسل.

وقال محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة [٨٣٦] حدثنا الحسين بن عيسى أنا ابن المبارك أنا المستلم بن سعيد الواسطي ثنا حماد بن جعفر بن زيد أن أباه أخبره قال: خرجنا في غزوة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم فنزل الناس عند العتمة، فقلت: لأرمقن عمله وأنظر ما يذكر الناس من عبادته، فصلوا العتمة، ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس حتى إذا قلت: هدأت العيون وثب فدخل غيضة قريبا منه ودخلت في إثره فتوضأ ثم قام يصلي، فافتتح وجاء الأسد حتى دنا منه، وصعدت في شجرة قال: فنراه التفت أو عده جرذا حتى سجد، فقلت: الآن يفترسه فلا ينثني، فجلس ثم سلم فقال: أيها السبع، اطلب الرزق من مكان آخر، فولى وإن له أزيزا أقول تصدعت الجبال منه، فما زال كذلك يصلي حتى لما كان عند الصبح جلس فحمد الله بمحامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله، ثم قال: اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار، أومثلي يجترئ أن يسألك الجنة؟ ثم رجع فأصبح كأنه بات على الحشايا وأصبحت وبي من الفترة ما الله به عليم فلما دنوا من أرض العدو، وقال الأمير لا يشذن أحد من العسكر فذهبت بغلته بثقلها فأخذ يصلي فقيل له إن الناس قد ذهبوا قال: دعوني أصلي ركعتين، قالوا: إن الناس قد ذهبوا، قال: إنما هما خفيفتان، قال: فدعا، ثم قال: إني أقسم عليك أن ترد علي بغلتي وثقلها، قال: فجاءت حتى قامت بين يديه، قال: فلما لقيه العدو حمل هو وهشام بن عامر فطعنا بهم طعنا وضربا وقتلا قال: فكسرا ذلك العدو، وقالوا: رجلان من العرب صنعا هذا فكيف لو قاتلونا فأعطوا المسلمين حاجاتهم، فقيل لأبي هريرة: إن هشام بن عامر وكان يجالسه ألقى بيده إلى التهلكة وأخبر بخبره، فقال أبو هريرة: لا، ولكنه التمس هذه الآية (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد).اهـ رواه ابن المبارك في الزهد ومن طريقه الفسوي وأبو نعيم في الحلية وابن أبي الدنيا، والبخاري في التاريخ، وغيرهم. وهو حديث حسن.