للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• أبو إسحاق الفزاري في السير [٣٣٥] عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما كان يوم اليرموك قالوا للزبير: يا أبا عبد الله احمل قال: إني إن حملت كذبتم قالوا: لا نفعل قال: بلى والله لنفعلن. ثم حمل ما معه أحد من الناس حتى خرق المشركين، ثم وقف، ثم حمل الثانية فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين في عاتقه، وانفلت عبد الله بن الزبير الذي كان يحفظه وهو ابن عشر سنين فجعل يذفف على الجرحى. البخاري [٣٩٧٥] حدثنا أحمد بن محمد حدثنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشد فنشد معك؟ فقال: إني إن شددت كذبتم، فقالوا: لا نفعل، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلا، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يوم بدر، قال عروة: كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير. قال عروة: وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ وهو ابن عشر سنين (١) فحمله على فرس، ووكل به رجلا. اهـ

وروى البيهقي [١٨١٦٧] من طريق إبراهيم بن مهدي ثنا ابن المبارك أنبأ هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير أنه كان مع أبيه يوم اليرموك، فلما انهزم المشركون وحمل، فجعل يجيز على جرحاهم. اهـ

وقال ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق [١٦٩] حدثنا هارون بن عبد الله نا سعيد بن عامر عن جويرية بن أسماء عن نافع أن الزبير بن العوام رضي الله عنه لقي العدو في جيش، فقالوا: يا أبا عبد الله، احمل، قال: دعوني، فإني لو رأيت محملا حملت. قالوا: يا أبا عبد الله، احمل ونحمل معك. قال: لكأني بكم قد حملت وحملتم، فأقدمت وكذبتم، فأُخذت سلما. قالوا: كلا والله لا يكون ذاك أبدا، لئن حملت لنحملن، ولئن أقدمت لنقدمن. قال: فحمل الزبير وحملوا، فأقدم وكذبوا. قال: قال الزبير: فهاجت غبرة فما شعرت إلا وأنا بين علجين قد اكتنفاني قد أخذا بعنان دابتي، أحدهما عن يميني والآخر عن يساري، قال نافع: فكيف ترى أبا عبد الله صنع؟ وجدوه والله غير طائش الفؤاد، أدخل السيف في العنان، والعذار فقطعهما، ثم بطن الفرس برجليه. قال: فنجا أبو عبد الله وبقي اللجام في يد العلجين. اهـ مرسل جيد. أحسب الزبير كان أميرا.


(١) - كان عبد الله ابن نحو ثنتي عشرة أو أربع عشرة، لأنه ولد أول الهجرة، واليرموك كانت سنة ثلاث عشرة أو خمس عشرة. فكأن عروة أراد بالعشر العقد، أنه لم يجاوز الثاني. والله أعلم.