• ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق [١٨٤] حدثني محمد بن صالح القرشي قال: حدثني سحيم بن حفص حدثني وضاح بن خيثمة قال: حدثني عبيد الله بن عبيد الله بن معمر قال: غزا المسلمون كابل وعليهم عبد الرحمن بن سمرة، فانتهوا إلى ثلمة لا يقوم عليها إلا رجل واحد، فقال: انظروا من يقوم عليها، فقالوا: عمر بن عبيد الله بن معمر، فدعوه فقالوا: قم عليها، فقام عليها، ثم إنه أصابته رمية فسقط فحمل إلى أهله، فقالوا: من يقوم عليها؟ فقالوا: عباد بن الحصين، فدعوه فقام عليها، فما رأينا مثله قط، ما زالوا يقاتلونه ويرمونه ويقاتلهم، ويكبر حتى إذا كان في بعض الليل خمد صوته، فلم نسمعه، قلنا: إنا لله، قتل عباد. فلما أصبحنا وجدناه قد شد عليهم واقتحم الثلمة عليهم، فولوا وكانت الهزيمة، وإذا قد صحل حلقه من الصياح، وانقطع صوته قال: وكان الحسن بن أبي الحسن شهدها، فقال: ما رأيت فارسا خيرا من ألف حتى رأيت عباد بن الحصين. حدثني أبو زيد نا الأصمعي قال: نا يوسف بن عبدة قال: قال الحسن: إني لأرجو أن لا تمس النار عباد بن الحصين. حدثني محمد بن صالح نا علي بن محمد القرشي عن مسلمة بن محارب قال: سمعت عوفا الأعرابي يقول: قال الحسن: ما رأيت أحدا أشد بأسا من عباد بن الحصين، وعبد الله بن خازم، أما عباد فبات ليلة على ثلمة ثلمها المسلمون في حائط كابل يطاعن المشركين عنها ليله حتى أصبح ومنعهم من سدها، فأصبح وهو على الحال التي كان عليها أول الليل، ثم جاء ابن خازم، فجاء رجل مثله في البأس أحسن توقيا منه فقاتلهم عليها حتى افتتحها المسلمون، فقاتلوهم من بين حائط المدينة والحائط الذي ثلموه، فاضطروهم إلى باب المدينة ومعهم فيل، فقدموه ليدخل المدينة، فضرب ابن خازم الفيل، فعقره فسقط على الباب، فمنعهم من إغلاقه، وهرب المشركون، ودخل المسلمون المدينة فغلبوا عليها. اهـ ضعيف، رواته أخباريون.