• ابن سعد [٦٠٨٤] أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال: حدثنا أبو خشينة حاجب ابن عمر عن الحكم يعني ابن الأعرج قال: استقضى عبيد الله بن زياد عمران بن حصين، فاختصم إليه رجلان قامت على أحدهما البينة، فقضى عليه، فقال الرجل: قضيت علي ولم تأل، فوالله إنها لباطل، قال: آلله؟ قال: آلله الذي لا إله إلا هو، فوثب فدخل على عبيد الله بن زياد، وقال: اعزلني عن القضاء، قال: مهلا يا أبا النجيد، قال: لا والله الذي لا إله إلا هو لا أقضي بين رجلين ما عبدت الله. اهـ سند صحيح.
وقال ابن سعد [٩٤٥٢] أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إبراهيم بن عطاء عن أبيه أن عمران بن الحصين قضى على رجل بقضية، فقال: والله لقد قضيت علي بجور، وما ألوت، قال: وكيف ذلك؟ فقال: شهد علي بزور، فقال عمران: ما قضيت عليك فهو في مالي، ووالله لا أجلس مجلسي هذا أبدا. ابن المنذر [٦٤٤٧] حدثنا علي عن أبي عبيد قال: حدثنا يزيد عن إبراهيم عن عطاء بن أبي ميمونة مولى عمران بن حصين أنه قضى على رجل بقضية، فقال: والله لقد قضيت علي بجور وما ألوت. فقال: وكيف ذاك؟ فقال: شهد علي بزور. فقال عمران: ما قضيت عليك فهو في مالي، ووالله لا أجلس مجلسي هذا أبدا. اهـ إبراهيم هو ابن عطاء عن أبيه. قال وكيع في أخبار القضاة [١/ ٢٩١] ورواه يزيد بن هارون عن إبراهيم بن عطاء مولى آل عمران بن حصين عن أبيه أن عمران بن حصين مر وهو راكب، فقام إليه رجل، فقال: يا أبا نجيد والله لقد قضيت علي بجور، وما ألوت. قال: وكيف ذاك? قال: شهد علي بزور. فقال له عمران: ما قضيت به عليك فهو في مالي، ووالله لا جلست هذا المجلس أبدا؛ قال: فركب إلى زياد فاستعفاه. اهـ ثقات.
وقال ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف [١٤٨] حدثني الوليد بن سفيان العطار قال: حدثني ابن أبي عدي عن شعبة عن قتادة عن معاوية بن قرة أن رجلا قال لعمران بن حصين: والله لقد قضيت علي بغير الحق. قال: الله؟ قال: الله. فأتى ابن زياد فاستعفاه. اهـ الوليد وثقه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان.
وفي أخبار القضاة لوكيع [١/ ٢٩١] حدثني يحيى بن إسحاق بن سافري قال: حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال: حدثنا هشيم عن منصور بن زاذان عن الحسن قال: استعمل زياد عمران بن حصين على القضاء، فقضى على رجل بقضية، فاستقبله وهو خارج من المقصورة، فقال: والله لقد قضيت علي بالجور، ولم تأل عن الحق، قال: الله؟ فرجع إلى زياد، فاستعفاه، وقال: ما أنا بالذي أقضي بين اثنين بعد يومي هذا. اهـ شيخ وكيع تصحف اسمه. وهذا مرسل. والخبر بجملته صحيح.
وقال ابن أبي الدنيا في منازل الأشراف [٢٥٤] حدثنا بسام بن يزيد قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا حميد أن إياس بن معاوية لما استقضي أتاه الحسن فبكى إياس، فقال له الحسن: ما يبكيك؟ قال: يا أبا سعيد بلغني أن القضاة ثلاثة: رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار، ورجل مال به الهوى فهو في النار، ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة. فقال الحسن: إنه فيما قص الله جل وعز من داود وسليمان ما يرد قول هؤلاء، يقول الله عز وجل:(وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين، ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما) فأثنى الله على سليمان ولم يذم داود ثم قال الحسن: إن الله تبارك وتعالى أخذ على العلماء ثلاثا: لا يشترون به ثمنا، ولا يتبعون فيه الهوى، ولا يخشون فيه أحدا، ثم قرأ هذه الآية (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله) إلى قوله: (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا).اهـ سند صحيح. فيه بيان لما قبله.