• ابن سعد [٥٦٢٤] أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: استعمل أبو الدرداء على القضاء فأصبح يهنئونه، فقال: أتهنئوني بالقضاء وقد جعلت على رأس مهواة مزلتها أبعد من عدن أبين، ولو علم الناس ما في القضاء لأخذوه بالدول رغبة عنه وكراهية له، ولو يعلم الناس ما في الأذان لأخذوه بالدول رغبة فيه وحرصا عليه. وكيع في أخبار القضاة [٣/ ١٩٩] أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد، بنحوه. وقال وكيع أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري قال: حدثني مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد أن أبا الدرداء كتب إلى سليمان الفارسي: أن هلم إلى الأرض المقدسة. فكتب إليه سليمان: إن الأرض لا تقدس أحدا وإنما يقدس الإنسان عمله، وقد بلغني أنك جعلت طبيبا، فإن كنت تبرئ فنعما لك وإن كنت متطببا فاحذر أن تقتل إنسانا فتدخل النار. فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين ثم أدبرا عنه نظر إليها وقال: متطبب والله ارجعا إلي، أعيدا علي قضيتكما. اهـ وهو مرسل جيد. كان يحيى بن سعيد الأنصاري قاضيا.
وقال ابن المنذر [٦٤٤٦] حدثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد قال: حدثنا عثمان بن صالح المصري عن ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة السبائي أن أبا الدرداء جعل قاضيا قال: فكتب إليه سلمان: إنك جعلت طبيبا، فإن كنت تبرئ الناس فنعم ما أنت، وإن كنت متطببا فاحذر أن يموت على يديك أحد من الناس. قال: فكان أبو الدرداء إذا قضى بقضاء يشك فيه قال: متطبب والله، ردوا علي الخصمين. اهـ منقطع.