وَإِذا المنيةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارها ... أَلْفَيْتَ كلَّ تميمةٍ لَا تنفعُ.وَقَالَ آخر:إِذا ماتَ لم تُفْلِحْ مُزَيْنَةُ بعدَه ... فَنوطى عَلَيْهِ يَا مُزينُ التَّمائما.وَجعلهَا ابْن مَسْعُود من الشّرك لأَنهم جعلوها وَاقية من الْمَقَادِير وَالْمَوْت، فكأنهم جعلُوا لِلَّهِ شَرِيكا فِيمَا قَدَّر وَكتب من آجال الْعباد والأعراض الَّتِي تصيبهم، وَلَا دَافع لما قَضى، وَلَا شريك لَهُ عزّ وجلّ فِيمَا قدَّرَ، قلتُ: وَمن جَعل التمائم سيوراً فغَيْرُ مُصيبٍ، وَأما قَول الفرزدق:وكيْفَ يضلُّ العنْبَرِيُّ ببلدةٍ ... بهَا قُطِعَتْ عَنهُ سُيُورُ التَّمائم.فَإِنَّهُ أضَاف السيور إِلَى التمائم لِأَن التمائم خَرَزٌ يُثْقَبُ ويُجعل فِيهَا سيورٌ وخيوطٌ تُعلَّق بهَا، وَلم أرَ بَين الْأَعْرَاب خلافًا، أَنّ التميمة هِيَ الخرزةُ نفسُها، وعَلى هَذَا قَول الْأَئِمَّة. اهـ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute