للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• أحمد [١٤٦٢] حدثنا إسماعيل بن عمر حدثنا يونس بن أبي إسحاق الهمداني حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد حدثني والدي محمد عن أبيه سعد قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه، فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقلت: يا أمير المؤمنين، هل حدث في الإسلام شيء؟ مرتين قال: لا. وما ذاك؟ قال: قلت: لا. إلا أني مررت بعثمان آنفا في المسجد، فسلمت عليه فملأ عينيه مني، ثم لم يرد علي السلام. قال: فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه، فقال: ما منعك أن لا تكون رددت على أخيك السلام؟ قال عثمان: ما فعلت قال سعد: قلت: بلى. قال: حتى حلف وحلفت، قال: ثم إن عثمان ذكر، فقال: بلى، وأستغفر الله وأتوب إليه إنك مررت بي آنفا، وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة، قال: قال سعد: فأنا أنبئك بها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوة، ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتبعته فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله، ضربت بقدمي الأرض، فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من هذا؟ أبو إسحاق؟ قال: قلت: نعم يا رسول الله. قال: فمه؟ قال: قلت: لا والله، إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك، قال: نعم دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) (١)

فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له. اهـ رواه الترمذي (٢) والنسائي، والحاكم وصححه والذهبي، واختاره المقدسي.


(١) - روى البيهقي في الشعب [٥٧٠] من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا الحسين بن الحسن المروزي وكان جاور بمكة حتى مات قال: سألت سفيان بن عيينة عن تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. وإنما هو ذكر ليس فيه دعاء. قال سفيان: سمعت حديث منصور عن مالك بن الحارث؟ قلت: نعم قال: ذاك تفسير هذا .. ثم قال: أتدري ما قال أمية بن أبي الصلت حين أتى ابن جدعان يطلب نائله ومعروفه؟ قلت: لا قال: لما أتاه قال: أأذكر حاجتي أم قد كفاني .. حباؤك أن شيمتك الحباء .. إذا أثنى عليك المرء يوما .. كفاه من تعرضك الثناء. قال سفيان: فهذا مخلوق حين ينسب إلى الجود قيل يكفينا من تعرضك الثناء عليك حتى تأتي على حاجتنا فكيف بالخالق؟ اهـ
(٢) - ثم قال: قال محمد بن يحيى: قال محمد بن يوسف مرة عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد، ولم يذكر فيه عن أبيه. وقد روى غير واحد هذا الحديث عن يونس بن أبي إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد، ولم يذكر فيه عن أبيه. وروى بعضهم وهو أبو أحمد الزبيري عن يونس، فقال: عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد، نحو رواية محمد بن يوسف. وكان يونس بن أبي إسحاق ربما ذكر في هذا الحديث عن أبيه، وربما لم يذكره. اهـ وكأن الترمذي أعله بالانقطاع بين إبراهيم وجده سعد.