• وقال البخاري في الصحيح [٧] حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره، فذكر خبر هرقل وفيه: فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم. سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون. اهـ وليس هذا بمصحف، وكأنه ذكره على سبيل الخطاب لا التلاوة، ولو كان تلاوة لقال (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)[آل عمران ٦٤] ولكنه امتثل الأمر بقول ذلك، وهذا كمن جوز للجنب أن يقول على دابته: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، من باب الذكر لا التلاوة. وكما قال أنس بن مالك: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. اهـ فسماه دعاء. رواه البخاري ومسلم. والله أعلم.
وقال أبو عمر في الاستيعاب [١/ ٢٧٢] في ترجمة عبد الله بن رواحة: "وقصته مع زوجته في حين وقع على أَمته مشهورة رويناها من وجوه صحاح وذلك أنه مشى ليلة إلى أمة له فنالها وفطنت له امرأته فلامته فجحدها. وكانت قد رأت جماعه لها فقالت له: إن كنت صادقاً فاقرأ القرآن فالجنب لا يقرأ القرآن فقال:
شهدت بأن وعد الله حق ... وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء حق ... وفوق العرش رب العالمينا
وتحمله ملائكة غلاظ ... ملائكة الإله مُسَوّمينا
فقالت امرأته: صدق الله وكذبت عيني وكانت لا تحفظ القرآن ولا تقرؤه. اهـ قلت: رواه عثمان الدارمي في الرد على الجهمية [٨٢] حدثنا سعيد بن أبي مريم المصري أنبأنا يحيى بن أيوب حدثني عمارة بن غزية عن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب أنه حدثه أن عبد الله بن رواحة وقع بجارية له. فذكره. وهذا مرسل حسن. وقد رواه الدارقطني والبيهقي وغيرهما من طرق عن زمعة بن صالح وهو ضعيف عن سلمة بن وهرام عن عكرمة مرسلا، وربما قال عن ابن عباس.
وقال ابن أبي الدنيا في العيال [٥٧١] حدثنا محمد بن بكار حدثنا حفص بن عمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي نحوه. وهو مرسل حسن. ورواه من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن سلمان عن ابن الهاد، ومن طريق ابن وهب عن أسامة بن زيد عن نافع مرسلا. وهو خبر صحيح في جملة طرقه.