• عبد الرزاق [٨٦٠] عن ابن جريج قال أخبرني أبو بكر بن حفص بن عمر عن عائشة أنها قالت: لأن يقطع قدمي أحب إلي من أن أمسح على الخفين. اهـ هذا مرسل، ورواه ابن أبي شيبة [١٩٦٥] حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا شعبة عن أبي بكر بن حفص قال سمعت عروة بن الزبير عن عائشة قالت: لأن أحزهما أو أحز أصابعي بالسكين أحب إلي من أن أمسح عليهما. اهـ صحيح متصل، ولم يذكر الخفين.
وقال البيهقي في المعرفة [٢٠٢٩] قال الشافعي أخبرنا بعض أصحابنا عن شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها قالت: لأن يقطعا - تعني رجليها - أحب إلي من أن أمسح على الخفين. اهـ في بعض أصحاب الشافعي من لا يحتج به، والله أعلم.
وقال أبو عبيد [٣٥٦] حدثنا هشيم عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: لأن أحزهما بالسكاكين أحب إلي من أن أمسح عليهما. ابن أبي شيبة [١٩٥٦] حدثنا هشيم قال أنا يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: لأن أحزهما بالسكاكين أحب إلي من أن أمسح عليهما. اهـ سند صحيح، ولم يذكر الخفين. كأنها أرادت المسح على القدمين مكشوفتين، كذلك قال بعض أهل الحديث. وقد صح عنها أنها أحالت على علي في سنة المسح، ولم تنكرها. وسؤال شريح بن هانئ أحسبه متقدما عن رواية القاسم، القاسم أصغر منه بكثير، فهذا يدل على أن علمها عن علي أو غيره بسنة المسح متقدم عن رواية القاسم، فلا أرى له وجها سائغا إلا أنها أرادت مسح من يمسح على القدمين مكشوفتين، وقد فعله ناس بأخرة، والله أعلم.
ولقد كان يسوغ لقائل يجمع بين الروايتين عنها، أن يحمل إنكارها المسح على من يمسح في الحضر، وخبرَ ابن هانئ لمن يمسح في السفر، وهو قول روي عن مالك بن أنس، لولا أن أحدا لم ينقل ذلك عنها من مذهبها، إلا هذا الحرف المحتمِل. والله أعلم.