للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأعقبنا الله ما ترون. وعن ابن المبارك طلبنا العلم للدنيا فدلنا على ترك الدنيا، إلى غير ذلك.

ثم بين ما يستحب له إذا أراد حضور مجلس التحديث فقال:

٥٥٤ - وَلِلْحَدِيثِ الْغُسْلُ وَالتَّطَهُّرُ ... وَالطِّيبُ وَالسِّوَاكُ وَالتَّبَخُّرُ

٥٥٥ - مُسَرِّحًا وَاجْلِسْ بِصَدْرٍ بِأَدَبْ ... وَهَيْئَةٍ مُتَّكِئًا عَلَى رَتَبْ

٥٥٦ - وَلا تَقُمْ لأَحَدٍ. وَمَنْ رَفَعْ ... صَوْتًا عَلَى الْحَدِيثِ فَازْبُرْهُ وَدَعْ

٥٥٧ - وَلا تُحَدِّثْ قَائِمًا أَوْ مُضْطَجِعْ ... أَوْ فِي الطَّرِيقِ أَوْ عَلَى حَالٍ شَنِعْ

٥٥٨ - وَافْتَتِحِ الْمَجْلِسَ كَالتَّتْمِيمِ ... بِالْحَمْدِ وَالصَلاةِ وَالتَّسْلِيمِ

٥٥٩ - بَعْدَ قِرَاءَةٍ لآيٍ وَدُعَا ... وَلْيَكُ مُقْبِلاً عَلَيْهِموا مَعَاً

٥٦٠ - وَرَتِّلِ الْحَدِيثَ ............. ... ....................

(وللحديث الغسل) مبتدأ وخبر أي يستحب للمحدث أن يغتسل غسل الجنابة عند إرادة نشر الحديث (والتطهر) من عطف العام على الخاص ليشمل الوضوء والتيمم (والطيب) أي استعماله في بدنه وثوبه فقد قال أنس - رضي الله عنه -: " كنا نعرف خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بريح الطيب " (١) (والسواك) يطلق على التسوك وعلى الآلة وعليه يقدر مضاف أي استعماله (والتبخر) أي استعمال البخور في بدنك وثوبك، والبخور وزان رسول دخنة يتبخر بها قاله في المصباح، وقوله: (مسرحاً) حال مقدم من فاعل اجلس، قدم على العاطف ضرورة، ويحتمل كونه حالاً من فاعل " حدث " وجملة وللحديث الغسل معترضة أي حدث حال كونك مسرحاً لحيتك وكذا ممشطاً شعرك إن كان لك، لأنه - صلى الله عليه وسلم - " كان يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته " (٢) (واجلس) أيها المحدث إذا أردت التسميع لقوم (بصدر) أي صدر المجلس وهو كما في القاموس أوَّلُه (بأدب) مع الطلبة بأن تحترمهم وتعتني بهم (وهيبة) بالباء أي إجلال للحديث، وفي نسخة ابن شاكرٍ بالهمزة أي حالة حسنة (متكئاً) أي


(١) أخرجه الخطيب في جامعه، وابن سعد عن إبراهيم مرسلًا، وصححه الشيخ الألباني. انظر صحيح الجامع الصغير. جـ ٢ ص ٨٩١.
(٢) صحيح من حديث سهل بن سعد. انظر صحيح الجامع جـ ٢ ص ٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>