للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (يجعل) المملي، ولو قال: وتجعل بالتاء، لكان أولى (أرجحهم) بعلو سنده، أو كونه أحفظ، أو أسن أو غير ذلك مفعول أول (مقدماً) بصيغة اسم المفعول أي متقدماً على غيره مفعول ثان (وحرر) ما تمليه أي قَوِّمْه، قال في المختار: تحرير الكتاب وغيره تقويمُهُ اهـ.

(وعالياً) أي سنداً عالياً مفعول مقدم لاختر، لما في العلو من الفضل (قصير متن) لما فيه من مزيد الفائدة (اختر) أيها المحدث المملي والأولى كونه في الفقه والترغيب قال علي بن حُجْر:

وَظِيفَتُنَا مِائَةٌ لِلْغَرِيـ ... ـبِ فِي كُلِّ يَوْم سِوَى مَا يُعَادُ

شَرِيكِيَّةٌ أوْ هُشيْمِيَّةٌ ... أحَادِيثُ فِقْهٍ قِصَارٌ جِيَادُ

(ثم) بعد أن أمليت (أبن) أي أظهر للسامعين (علوه) أي علو إسناده (وصحته) إن كان صحيحاً، أي وحسنه، وضعفه (وضبطه ومشكلاً) في الأسماء والألفاظ وكذا أظْهِر غامض المعنى وتفسير الغريب (وعلته) إن كانت فيه علة.

ثم ذكَرَ ما لا ينبغي للمملي أن يمليه فقال:

٥٧٠ - وَاْجْتَنِبِ الْمُشْكِلَ كَالصِّفَاتِ ... وَرُخَصًا مَعَ الْمُشَاجَرَاتِ

(واجتنب) أي ابتعد في إملائك (المشكل) أي ذكر المشكل من الأحاديث (كالصفات) أي كأحاديث الصفات لما لا يؤمن على السامعين من الخطأ والوهم، والوقوع في التشبيه والتجسيم، فقد قال علي - رضي الله عنه -: " حدثوا النَّاس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله " رواه البخاري، وروى البيهقي في الشعب عن المقدام بن معدي كربِ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا حدثتم النَّاس عن ربهم فلا تحدثوهم بما يغرب أو يشق عليهم ".

وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -:، ما أنت بِمُحَدِّث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " رواه مسلم.

(و) اجتنب أيضاً كما قال الخطيب (رخصا) جمع رخصة وهي السهولة، أي ذكر أحاديثها للعوام لما يخشى عليهم من تتبعها وترك العزائم

<<  <  ج: ص:  >  >>