يعني: أن من كان مقتصراً على السماع المجرد اجعل المُسنِدَ علامة له يعرف بها. فالمسند هو الذي يقتصر على سماع الأحاديث وإسماعها من غير معرفة بعلومها أو إتقان لها.
ثم ذكر أعلى الكل وهو أمير المؤمنين في الحديث فقال:
(وَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ) متعلق بـ (لقبوا) أي العلماء أي سموا (ذوي الحديث) أي أصحاب الحديث (قدما) بكسر ففتح كعنب هو ضد الحديث. اهـ " ق " أي في قديم الزمان، وفي نسخة المحقق:" أئمة الحديث قدماً نسبوا " وعليها فلا بد من تسكين الدال للوزن.
(ذا) أي هذا اللقب (منقب) بفتحتين أي مفخر لهم.
وحاصل معنى البيت: أن العلماء لقبوا أصحاب الحديث في قديم الزمان بأمير المؤمنين في الحديث وهو لقب شريف يُفتَخَرُ به، ولهذا لم يظفر به إلا الأفذاذ النوادر الذين هم أئمة هذا الشأن والمرجع إليهم فيه، كشعبة بن الحجاج وسفيان الثَّوري وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل والبخاري والدارقطني في المتأخرين، وكالحافظ ابن حجر. وهو مأخوذ من حديث رواه الطبراني وغيره عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم ارحم خلفائي " قلنا: يا رسول الله: ومن خلفاؤك، قال:" الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي وسنتي "(١).
(تَتِمَّة): هذه المسألة من زيادات الناظم على العراقي.
ولما أنهى الكلام على آداب المحدث وتوابعه أتبعه بآداب طالب الحديث فقال:
(١) قلت: هكذا قالوا في مأخذ هذا اللقب، لكن الحديث باطل، كما بينه الشيخ الألباني في الضَّعِيفة جـ ٢ ص ٢، فلا يصلح أن يستند إليه.