للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرَ الدَّلِيلِ سَمِّ تَحْقِيقاً وَإِنْ ... أتَى دَلِيلُ ذَا فَتَدْقِيقٌ زُكِنْ

وَمَا الْمَعَانِي وَالْبَيَانُ رُوعِيَا ... فِيهِ فَتَنْمِيقٌ فَكُنْ لِي دَاعِيَا

وَحُسْنُ تَعْبِيرٍ بِتَرْقِيقٍ عُلِمْ ... وِفَاق شَرْعٍ قُلْ بِتَوْفِيقٍ وُسِمْ

ذكره الشارح.

(خديجة) خبر، أو مبتدأ مؤخر صرف للضرورة، يعني: أن أفضل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإطلاق خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - (مع ابنة الصديق) أي عائشة الصديقة - رضي الله عنهما -، يعني: أنهما أفضل من غيرهما.

من أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن -. (وفيهما) أي خديجة وعائشة الصديقة متعلق بالوقف (ثالثها) أي الأقوال مبتدأ خبره قوله: (الوقف) ويحتمل العكس أي التوقف وعدم الجزم.

والمعنى: أنه اختلف في أيتهما أفضل على أقوال ثلاثة، فقال بعضهم: خديجة، وقال بعضهم عائشة، وتوقف بعضهم واختار التقي السبكي الأول وانتصر له.

(وفي عائشة) بالصرف للضرورة متعلق بقفي (وابنته) - صلى الله عليه وسلم - فاطمة الزهراء، أم الحسن والحسين، سيدة نساء هذه الأمة، تزوجها عليٌّ في السنة الثانية من الهجرة وماتت بعده - صلى الله عليه وسلم - بستة أشهر، وقد جاوزت العشرين بقليل. (الخلف) بالضم أي الاختلاف المذكور في خديجة وعائشة، فـ (أل) للعهد الذكري، مبتدأ خبره جملة (قفي) بالبناء للمفعول أي اتبع، يعني: أن العلماء اعتبروه، ودونوه في كتبهم.

وحاصل المعنى: أنه اختلف العلماء في التفضيل بين عائشة وفاطمة على ثلاثة أقوال كما في السابق، واختار السبكي، وتبعه الناظم تفضيل فاطمة لأنها بضعة منه - صلى الله عليه وسلم -، ولحديث البخاري أنها: " سيدة نساء هذه الأمة " وفي خبر مرسل: " مريم خير نساء عالمها، وفاطمة خير نساء عالمها " ورواه

<<  <  ج: ص:  >  >>