وحاصل المعنى: أن من أنكر من العلماء وجود رواية الصحابي عن التابعين للحديث المرفوع غير مصيب لوجود ذلك منهم، كما مثل لذلك بقوله:(كسائب) أي كرواية سائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة الكندي صحابي صغير تقدمت ترجمته.
(عن ابن عبد) هو عبد الرحمن بن عبد بغير إضافة القاريّ بتشديد الياء نسبة إلى قَارَةَ قبيلة مشهورة بجَودَةِ الرمي، من ثقات التابعين، ويقال له: رؤية، مات سنة ٨٨ روى له الجماعة حال كونه راوياً (عن عمر) بن الخطاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل " رواه مسلم والأربعة. (ونحو ذا) بالرفع مبتدأ أي مثل ما وقع لسائب خبره (قد جاء عشرون أثر) أي حديثاً، وقف عليه بالسكون، وإن كان تمييزاً منصوباً على لغة ربيعة.
وحاصل المعنى: أنه حصل من رواية الصحابي عن التابعي عن الصحابى كما لسائب عشرون حديثاً جمعها الحافظ العراقي.
منها: حديث سهل بن سعد المساعدي - رضي الله عنه - عن مروان بن الحكم عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أملى عليَّ (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فجاء ابن أم مكتوم " الحديث رواه البخاري وغيره.
ومنها: حديث يعلى بن أمية عن عنبسة بن أبي سفان عن أخته أم حبيبة مرفوعاً: " من صلى ثنتين عشرة ركعة بالنهار، أو بالليل بني له بيت في الجنة " رواه النسائي.
ومنها: حديث أبي هريرة عن أم عبد الله بن ذئاب عن أم سلمة مرفوعاً: " ما ابتلى الله عبداً ببلاء، وهو على طريقة يكرهها إلا جعل الله ذلك البلاء كفارة له " رواه ابن أبي الدنيا في كتابه المرض والكفارات.