وحاصل المعنى: أن كثيراً من الصحابة توفوا في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - فينبغي الاعتناء بمعرفتهم، لأنه قد يُروَى عنهم أحاديث، وقد يكون الراوي عنهم تابعياً، فيحكم على روايته بالإرسال، لأنه لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأولى أن لا يدرك من توفي قبله، ثم ذكر الأمثلة لذلك بقوله: وذلك (نحو جعفر) بن أبي طالب الهاشمي ذي الجناحين، الصحابي الجليل ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استشهد في غزوة مؤتة، سنة ثمان من الهجرة، روى له البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، والأربعة.
(وحمزة) بالصرف للضرورة ابن عبد المطلب أبو عُمَارَة عم المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وأخوه من الرضاعة، ولد قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنتين، وقيل: بأربع، واستشهد بأُحد سنة ثلاث من الهجرة، روى له الطبراني، حديثاً في الحوض (خديجة) بالصرف ضرورة بنت خويلد أم المؤمنين - رضي الله عنها -.
(فِي أُخَرِ) أي مع جملة آخر من الصحابة الذين ماتوا في حياته - صلى الله عليه وسلم - غير هؤلاء كسهيل بن البيضاء روى له أحمد، قال: نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا رديفه:" يا سهيل بن بيضاء من قال لا إله إلا الله أوجب الله له بها الجنة وأعتقه من النار ".
ومنهم أبو سلمة زوج أم سلمة - رضي الله عنهما -، توفي مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من بدر، روت عنه أم سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ما من مسلم يصاب بمصيبة، فيفزع إلى ما أمر الله به، من قول إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ " الحديث رواه الترمذي، والنسائي وابن ماجه.