للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فجملة ما تصبو: خالية من ضمير الخطاب في عهدتك وجاء الربط بالضمير في تصبو.

وقد ورد دخول الواو مع الضمير في قولهم: قمت وأصلك وقد يخرج على تقدير مبتدأ، ومثله قوله تعالى: {فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانّ} ١بتخفيف النون، فقد خرج ابن مالك٢ الآية على حذف المبتدأ إلا أن ابن الناظم جعل ترك الواو قبل لا أكثر فعنده تكون لافية دون النهي لثبوت نون الرفع فتكون الواو للحال٣، وقد رأى ابن عصفور أن تكون الواو للحال دخلت على المضارع مباشرة شذوذاً ويرده وروده في التنزيل الكريم في هذه الآية وفي قوله تعالى: {وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا} ٤ ولا ينبغي أن يخرج القرآن على الشذوذ.

وذكر أبو البقاء في قراءة التخفيف أن "لا" يجوز٥ أن تكون ناهيةً وحذفت النون الأولى من الثقيلة تخفيفاً، ولم تحذف الثانية لأنه لو حذفها لحذف نوناً محركة واحتاج إلى تحريك الساكنة، وحذف الساكنة أقل تغيراً، وعلى هذا تكون الواو عاطفة كما أجاز أبو البقاء أن تكون لا نافية والواو عاطفة لا واو الحال، وصح عطف الخبر على الأمر لأنه في معنى الطلب، كما عطف الطلب في قوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} ٦ على الخبر الذي في معناه في قوله تعالى: {لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ} .


١ الآية رقم ٨٩ من سورة يونس وراجع: الكشاف جـ ٢ ص ٨٥. البحر المحيط جـ ٥ ص ١٨٨.
٢ ابن مالك: شرح الكافية الشافية ص ٧٦٢.
٣ التصريح جـ ١ ص٠٣٩٢ الصبان جـ ٢ ص ١٨٩.
٤ الآية رقم ٨٤ من سورة المائدة. وراجع البحر المحيط جـ ٤ ص ٧.
٥ أبو البقاء جـ ٢ ص ٣٣.
٦ الآية رقم ٨٣ من سورة البقرة.

<<  <   >  >>