للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ب - جملة الصلة:-

مرة أخرى نعود إلى جملة الصلة ورابطها بعد أن ذكرنا أنها تربط في الأصل بالضمير نعود هنا مرة أخرى لنقول: إن الإسم الظاهر قد يخلف الضمير فيحل محله ويصبح الرابط هنا الإسم الظاهر. قال الشاعر:-

فيا رَبَّ لَيْلَى أنْتَ في كلّ موْطِنٍ ... وأنتَ الذي في رحمةِ الله أطمعُ٢

فصلة الموصول وهي جملة أطمع في رحمة الله جاء العائد فيها الإسم الظاهر وهو لفظ الجلالة والأصل وأنت الذي في رحمتك.

ومثله:

سُعَادُ الذّي أضْنَاكَ حُبُّ سُعَادَا

...

أي حبها، وحكى أنهم قالوا: أبو سعيد الذي رويت عن الخدري. أي عنه٣.

ومن الربط بالظاهر قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِه} ٤.

قال أبو على الفارسي وغيره من النحاة: "ما: اسم موصول مبتدأ، وصلتها آتيتكم، والعائد محذوف تقديره آتيتكموه، ثم جاءكم معطوف على الصلة والعائد منها على الموصول محذوف تقديره ثم جاءكم رسول به فحذف لدلالة المعنى عليه". وزعموا أن ذلك على مذهب سيبويه.

وأما مذهب الأخفش: "فإن الربط لهذه الجملة العارية من الضمير حصل بقوله لما معكم لأنه هو الموصول فكأنه قيل: ثم جاءكم رسول مصدق له فحصل الربط بالإسم الظاهر الذي حل محل الضمير، وخبر المبتدأ الذي هو ما الجملة من القسم المحذوف وجوابه


٢ البيت لمجنون بني عامر. حاشية الصبان جـ ١ص ١٦٢.
٣ السيوطى: همع الهوامع جـ ١ ص ٨٧.
٤ الآية رقم ٨١ من سورة آل عمران.

<<  <   >  >>