للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حالاً.. قد منع الزمخشري١ إعراب "كلاَّ"حال وقد تقدمت على عاملها الظرفي وهو كلمة فيها.

وهذا الذي منعه الزمخشري أجازه الأخفش وارتضاه ابن مالك.

يقول ابن مالك٢: "والقول المرضي عندي. أن "كلاَّ" في القراءة المذكورة منصوب على أن الضمير المرفوع المنوي في "فيها" وفيها هو العامل وتقدمت الحال عليه مع عدم تصرفه كما قدمت في قراءة بعضهم: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ٣.

واختار أبو حيان وغيره من النحاة أن تعرب "كلاَّ" بدلاً من اسم إن. لأن كلا يتصرف فيها بالإبتداء والنواسخ وغير ذلك. وإذا كانوا قد تأولوا حولاً أكتعاً، ويوماً أجمعاً، على البدل مع أنها لا يليان العوامل فأولى بذلك "كلاَّ"

وإذا كان اتجاه أبى حيان٤ في إعراب الآية أن تكون "كلاَّ" بدلاً فهي بدل من إسم إن وهو الضمير في إنا. وإبدال الظاهر ِمن ضمير الحاضر بدل كل جائز إذا كان مفيداً للإحاطة كقوله تعالى: {تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا} ٥وهنا لا نحتاج إلى ضمير لأن بدل الكل لا يحتاج إلى ضمير٦..

وقد ذكر سيبويه أن ألفاظ التوكيد كلمة "عامة" جاء الجيش عامته والقبيلة عامتها، والهندات عامتهن فتربط بالضمير. وقد خالف في ذلك المبرد فجعلها بمعنى أكثرهم فتكون بدل بعض من كل٧.


١ الزمخشري: الكشاف جـ ٣ ص ٥٦.
٢ أبو حيان: البحر المحيط جـ ٧ ص ٤٦٩.
٣ الآية رقم ٦٧ من سورة الزمر.
٤ أبو حيان: البحر المحيط جـ ٧ ص ٤٦٩
٥ الآية رقم ١١٤ من سورة المائدة.
٦ ابن هشام: المغني ص ٥٦٤.
٧ الصبان جـ ٣ ص ٧٦.
٨حاشية الصبان جـ ٣ ص ١٢٤.

<<  <   >  >>