للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ــــــ بيد أن الذهبي وبالرغم من ترجيحه لطريقة السلف الصالح في إثبات الصفات الإلهية دون تشبيه أو تأويل أو تكييف، إلا أنه لم يكن يكفّر القائلين بتفويض معاني بعض تلك الصفات أو تأويلها بقصد تعظيم الله عز وجل وتنزيهه عن مشابهة المخلوقين، وكان يرى التماس العذر لهؤلاء.

فقد نقل في ترجمة أبي العباس السراج (ت: ٣١٣ هـ) أنه قال: «من لم يُقرّ بأن الله تعالى يعجبُ ويضحكُ وينزلُ كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول: من يسألني فأعطيَه، فهو زنديق كافرٌ، يستتاب، فإن تاب وإلا ضُربت عنقه، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين»!!

ثم تعقّبه الذهبي وردّ عليه قائلاً: «لا يُكفّر، إلا إن علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، فإن جحد بعد ذلك فهذا معاند، نسأل الله الهدى، وإن اعترف أن هذا حق، ولكن قال: لا أخوض في معانيه، فقد أحسن، وإن آمن وأول ذلك كله أو تأول بعضه فهو طريقة معروفة» (١).


(١) سير أعلام النبلاء ١٤/ ٣٩٦ - ٣٩٧.

<<  <   >  >>