للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ــــ وعندما ذكر الخلاف في إثبات كلام الله تعالى حقيقة بحرف وصوت قال: «الذي أعتقده ما صحّ به النّصّ، وهو أنّ الله كلّم موسى تكليما، وسمع موسى كلامَ الله حقيقة بأذنه، وما عدا هذا لا أخوض فيه، ولا أكفّر من خاض فيه مِنْ الطّرفين» (١).

ـــــ وقد وصف الذهبي حال المثبتين للصفات والمؤولين لها فقال: «ما قصدهم إلا تعظيم الباري عز وجل من الطرفين، ولكن الأكمل في التعظيم والتنزيه الوقوف مع ألفاظ الكتاب والسنّة، وهذا هو مذهب السلف رضي الله عنهم» (٢).

وهذا يدل على أن الذهبي كان يرجح مذهب الإثبات مع نفي التشبيه، لكنه كان يلتمس العذر للمخالفين الذين قصدوا تنزيه الله عز وجل عن مشابهة المخلوقين وإن كانوا قد أخطؤوا الطريق.

ــــــ وكان الذهبي كثيراً ما يكرر هذه العبارة: «نرجو لكل من بذل جهده في طلب الحق أن يُغفر له من هذه الأمة المرحومة» (٣).


(١) تاريخ الإسلام ٤٨/ ٢٨٨.
(٢) سير أعلام النبلاء ٢١/ ٤٦٤.
(٣) سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٧٢. وينظر المجلد نفسه ص ٣٩.

<<  <   >  >>