وإنما خَصَّ الله- سبحانه- نبيه إبراهيم - عليه السلام- بأن:" دين الإسلام" بهذا الاعتبار العام هو ملته، في مثل قوله تعالى:{قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}[آل عمران / ٩٥] ، لوجوه:
أولها: أنه- عليه السلام- واجه في تحقيق التوحيد، وتحطيم الشرك، ونصر الله له بذلك ما قص الله خبره، أمرًا عظيمًا.
ثانيها: أن الله - سبحانه وتعالى - جعل في ذريته النبوة والكتاب؛ ولذا قيل له:" أبو الأنبياء "؛ ولذا قال الله تعالى:{مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ}[الحج / ٧٨] وهو - عليه السلام - تمام ثمانية عشر نبيا سماهم الله في كتابه من ذريته، وهم: ابنه إسماعيل، ومن ذريته من محمد عليهما الصلاة والسلام، وابنه إسحاق ومن ذريته: يعقوب بن إسحاق،